معدن الأحسن وجبال الأحاسن التي اخترت أنها قرية العويجاء وجبال الخوّار هي المحطة التي توقفنا عندها سابقاً ضمن سلسلة منازل طريق حاج حجر اليمامة الأيمن فماذا بعد ذلك؟ لقد دخلنا في منطقة عمل المدينة وتجاوزنا اليمامة باتجاه مكةالمكرمة وسيمر الحاج بكل من قنيع وهي ماءة (أي بئر) والضمر والضائن وهما جبلان ويتجه بعدها إلى الرقاشين وهما جبال أيضا وقد ذكرت في المقال السابق أن المصلوم هو الضمر والضائن وهذا خطأ مني نبهني له بعض الفضلاء على طريقة feed back فالمصلوم ليس تماما قبلة عن جبال الأحاسن (جبال الخوار حديثاً) بل منحرفان يسيران إلى الجنوب فلنمض الآن إلى بقية خارطة الطريق. قنيع والضمر والضائن: قنيع تصغير قنع وهو – باختصار – الأرض المستوية التي تلي الرمل ويوجد غرب جبل الخوّار –لاصق به – رمل ثم أرض مستوية تليه ينطبق عليها وصف القنع الذي أشرنا إليه وفيها واد يوجد فيه على ضفته الشمالية بئر ينطبق عليها وصف قنيع من حيث الموقع ولم يتسنى لي معرفة الاسم الحالي لها وإلى الشمال منها بما يقارب كيلو متر واحد جبيلان يمر بينهما شعيب وأحدهما مضمر أي دقيق والآخر ممتلئ ولعلهما ينطبق عليهما وصف الضمر والضائن من حيث الموقع حيث هما عن الرمل شمال غرب فهما – من وجهة نظري – في إقبال الرمل (أي ما أقبل منه) كما سيرد في النص القادم ويسميان لدى الأهالي حاليا (الحصانين)، يقول نصر الأسكندري في كتابه الأمكنة والمياه والجبال والآثار ج2 ص 378: (قنيع، ماء على التصغير في الشعر ماء لبني قريط بإقبال الرمل قصد الضمر والضائن..) ونحو هذا الكلام ذكره كل من الحازمي وياقوت الحموي والأصفهاني في بلاد العرب فليراجع... الجدير بالذكر أن قنيع اسم اشتق من وصف وهذا يدعو إلى تكرر الاسم عند تكرر الوصف وقد سبق أن ذكرت كذلك في مقال سابق أن قنيع آخر وهو قرية الكفية جنوب ضرية كذلك يسمى قديماً قنيع. الرقاشان: بعد أن يتجاوز حاج حجر اليمامة على الطريق الأيمن الضمر والضائن وقنيع يتجه إلى الرقاشين فماذا قال الأقدمون عنهما قال الحسن الأصفهاني في كتاب بلاد العرب ص 151-152: (قال العامري: الضمر والضائن كان فيما مضى لسلول وهما جبلان وهما قبلة معدن الأحسن، والرقاشان لنا وراء هذين الجبلين في قبلتهما على يوم من ورائهما أو أكثر..). وإلى القبلة من جبل الخوار (معدن الأحسن من وجهة نظري) على مسافة منه تقارب اليوم جبل أسود كبير والأرض حوله بيضاء بما يطابق وصف الرقش جبل يسمى لدى الأهالي (عقب) ينطبق عليه وصف الرقاشين خلافا لاختيار الشيخ سعد بن جنيدل رحمه الله أنه عريض فليبحث لعريض عن مكان آخر إن أعان الله. العلكومة: وبعد ذلك يردون العلكومة قبل الدثينة وعندها الالتقاء مع حاج البصرة يقول الحسن الأصفهاني في كتاب بلاد العرب ص 370 إلى 371: (فإذا خرجت من معدن الأحسن وردت ماءه لبني كلاب أظنها يقال لها العلكومة ثم تجوز ذلك فترد الدثينة وهي قرية في طريق البصرة إلى مكة) وهي -من وجهة نظري -بلدة (وماءة عسيلة النير) فهي ينطبق عليها البعد حيث تبعد ما يقارب 27 كيلو مترا يضاف إليه الكيلوات المستهلكة من تجاوز جبل عقب (الرقاشان) وهي كذلك في الاتجاه تقع قبلة عما ذكرنا من الأعلام مسبقاً. وبذلك نختم طريقنا وندع الحاج يمارس عبادة الحج تقبل الله منا ومنه والله أعلم. ** **