سبق تحقيق أحد منازل هذه الطريق وهو ماء المنفطرة وهو من مياه بني عدي من بني حنيفة التي رأيت أنها آبار تكاد تكون مندفنة في قاع سمحان عند مفيض (نهية) وادي الاحيسية. ومازالت المنطقة تحمل اسم ريع الحاج إلى القبلة منها حيث كان يمر من خلاله حاج حجر اليمامة ويتجه بعده إلى منزلٍ مازال يحمل اسمه القديم وهو (الغزيز) حيث يقول صاحب كتاب بلاد العرب الحسن بن عبدالله الأصفهاني ص: 362 - 363: (فترد ماءه يقال لها المنفطرة وهي لبني عدي بن حنيفة ثم تجوزه ذلك فترد الغزيز)، وهذا الماء كان لبني سعد بدليل أن الأحنف ابن قيس وهو سعدي لما احتضر تمنى شربة من ماء الغزيز وكان موته بالكوفة. أهوى وأصيهب: إن المنزل الذي يلي الغزيز هو أهوى وأصيهب ونحن نحتاج إلى تحديدهما لسببين: الأول التعرف على ذلك المنزل وذلك مقارنة بالأسماء الحالية للأماكن والسبب الآخر التعرف سمت الطريق والاستعانة بذلك على تحديد بقية المنازل وسمتها وصاحب كتاب بلاد العرب يصف هذا المنزل على النحو التالي: أهوى وأصيهب على النحو التالي فيقول في ص 363 في كتاب بلاد العرب (فتأخذ على رملة يقال لها الوركة) ومن المعلوم أن الرملة التي تلي الغزيز هي ما يعرف بنفود الغزيز أو نفود قنيفذة أو نفود تبراك وكلها تنطبق على ما كان يعرف بنفود الوركة. ثم يواصل صاحب كتاب بلاد العرب في وصف الطريق فيقول في ص 364 (فإذا جزعتها وردت أهوى وأضمير ماءان لبني حمان) ويبدو أن صحة أضمير أصيهب كما ورد عند نصر الاسكندري في الأمكنة والجبال وعند ياقوت الحموي في معجم البلدان فأين هذان الماءان أهوى وأصيهب؟ إن الذي يجتاز بعد الغزيز رملة نفود الغزيز مستخدمًا ما يعرف ب خل الغمارات يقع مباشرة على موردي قنيفذة واعفرية المتقاربين كما هما أهوى وأصيهب كما في وصف صاحب كتاب بلاد العرب. والوصف الطبعي لمورد اعفرية يجد أنه ذا لون تربة شقراء كما هو معنى الأصيهب خلاف لما هو لون تربة المناطق المحيطة بها إضافة إلى تسلسل وقوع المورد بعد الرملة وكونهما موردان قريبان من بعضهما فهما كالمورد الواحد، كل ذلك يقوي ويؤيد كونهما أهوى وأصيهب، حيث إن قنيفذة اعفرية هما أهوى وأصيهب على التوالي، وتقع إحداثيات إحدى آبار قنيفذة (أهوى) على النحو التالي: N24° 33› 18.5» E45° 24› 48.7» ** ** **