مُنذ نحو 5 أيام فقط بدأت فعلياً الدراسة في أول معهد لتعليم الموسيقى بالرياض، عازف الكمان الشهير الأستاذ القدير محمود سرور وصف اللحظة بأنَّها تاريخية، أنا شخصياً زرت الرجل ووقفت احتراماً لما يقوم به من جهود مُضنية في هذا المضمار، ورأيت أنَّه يعمل من قلب محب ليقدم شيئاً للمملكة، ولكن مازال لدي خلط ولبس بين عدد العازفين الهواة في كل مكان، والذين خرَّجتهم دورات تعليم الموسيقى في جمعية الثقافة والفنون وفروعها، ومن تدربوا بشكل شخصي أو خارج المملكة، وبين فكرة معهد سرور الذي هو مسرور بالخطوة وبتفاعل السعوديين معها، وإقبالهم على تعلم الموسيقى وحلمه في إنشاء أول فرقة موسيقية سعودية متكاملة، يُجاهد ويثابر بجد من أجل أن تكون جاهزة بعد ستة أشهر من الآن في تحد كبير، هنا لبس آخر اختلط علي ففي 15 يوليو الماضي حضرت على مسرح عكاظ التاريخي بالطائف عرضاً موسيقياً أعلن فيه عن ولادة أول فرقة موسيقية سعودية متكاملة، كتب عنها (د. زاهي حواس) في الشرق الأوسط قائلاً «أول فرقة تعزف دون قائد أوركسرا هذا يوم تاريخي سعودي بجدارة» والفضل يعود للدكتور (عبد الرب إدريس) الذي زرته والتقيته بعد هذه المناسبة في جدة، وتحدثنا عن حلمه ومشروعه في تعليم الموسيقى بشكل أكاديمي. هنا الأمر يحتاج إلى تدخل رسمي لفك هذا الاشتباك الفني، في التواريخ والأسبقيات، لناحية التسجيل وتوثيق الأسبقية في إنشاء أول معهد موسيقي، وإنشاء أول فرقة موسيقية سعودية، خصوصاً وأنَّ هناك جهات أخرى وأفراد وفرق دخلوا على الخط يتحدثون عن حقهم في الأسبقية في هذا المضمار ككوادر وطنية عانت وجاهدت وتحمَّلت من أجل مشروعها وحلمها - لا يمكن كتابة أسماء كل الفرق والفنانين - ولكن هذا حقهم في النهاية إذا ما أرادوا حفظه وتوثيقه. تعليم الموسيقى بشكل أكاديمي في السعودية الأسبقية التاريخية فيه يمتلكها معهد موسيقى القوات المسلحة بالرياض منذ العام 1369ه عندما رافقت أول فرقة موسيقية عسكرية للجيش السعودي العائد من حرب فلسطين، حيث تم عام 1383ه إنشاء أول مدرسة لتعليم الموسيقى بالطائف، وتبعتها ولادة معهد الموسيقى بالرياض العام 1393ه والذي يتم فيه تعليم كل فنون العزف والموسيقى الفنية لتأهيل العازفين وتشكيل الفرق الفنية، وتقديم دورات عالية متخصصة، طوال ال50 سنة الماضية كل التجارب والجهود تقدر وتحترم، وأقترح هنا الفصل من قبل جهة الاختصاص في سباق الأولويات الراقي واشتباك أنغام الأسبقيات قبل أن نسمع أي نشاز. وعلى دروب الخير نلتقي.