إن الأيام لا تمنحك كل يوم فرصة العمل في مجلة عريقة لها تاريخها وصوتها وحضورها في المشهد الثقافي السعودي والعربي .. فمنذ أول أسبوع بدأت العمل في مجلتنا الثقافية تحت رئاسة مدير تحريرها السامق قامة وقيمة الدكتور إبراهيم التركي وهي تفتح لنا الأبواب والآفاق وتمنحنا فرصة الاحتكاك بأصحاب التجارب في حقلنا الثقافي والصحافي، والذين قضوا عمراً في بلاط صاحبة الجلالة منغمسين في تفاصيل الكتابة والتحرير وصناعة هذا الحقل المهم من تاريخنا الصحافي متمثلاً في الجانب الثقافي منه.وإننا إذ نكتب عنها اليوم في عددها ال فإننا إنما نعيد الفضل لأهله والجميل لأصحابه عدد كل كلمة نشرت وعدد كل مادة حُرّرت وعدد الأيام والليالي التي قضيناها نساهم فيها بما نستطيع من مقطوعة حوار أو إلقاء ضوء على مادة خبرية أو متابعة حدث ثقافي وطني أو عربي ..ولعل من أهم ما يجب أن يشار له في هذه الكتابة والتي أجزم أنه لن يغفلها المنصفون والمتابعون، هو حرص رئاسة تحرير هذه الجريدة التي ظلت متمسكة بهذه المجلة ومؤمنة بدورها الثقافي وضرورة أن يستمر صدورها دعماً للحركة الأدبية والثقافية في وطننا الكبير رغم ما عانته وتعانيه صحافتنا من قلة الدعم وغياب المعلن في حقلنا الثقافي وانخفاض الربحية من وراء ذلك، وهذا إيمان بالغ بدور هذه المجلة وقدرتها على دعم الثقافة ومتابعتها وتقصي كل ما يدور من صراعات وحوارات ومداولات أدبية وثقافية في زمن طغت فيه الربحية على عناصر الصناعة ذاتها وغابت فيه الأهداف الوطنية الكبرى لدى كثير من المؤسسات الصحفية.كانت المجلة الثقافية بداية المشوار وستبقى البيت الكبير الذي يجب ألا يُنسى مهما ابتعدنا أو اختلفت بنا مسارات الطريق الطويل. ** **