منذ أكثر من عشرين عاما وقبل انتقال جامعة الملك سعود من مقرها القديم في الملز إلى مقرها الحالي في الدرعية، كنت في جولة تفقدية مع بعض الزملاء لمبنى كلية الآداب ولفت انتباهي لوحة على أحد المكاتب مكتوب عليها: «قسم الدراسات الأفريقية» وعندما سألت قيل إنه قسم سبق اقتراحه على مجلس الجامعة، ولم ير النور ذلكم القسم وحل مكانه قسم المكتبات والمعلومات، الذي عدل اسمه بعد ذلك ليصبح «قسم المعلومات». وعودا على بدء، في الواقع نحن في حاجة إلى معاهد بحثية لتمثل قارات: أفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأقصى وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، ستة معاهد علمية تتوزع على ست من جامعاتنا. لقد سبقنا الغرب بغزوه لقارات الدنيا من خلال وسائله الإعلامية ومؤسساته التعليمية وشركاته التجارية، فكان له قصب السبق في الاستفادة والإفادة حضاريا وماديا. فلم لا يكون لجامعاتنا إسهامات من خلال هذه المعاهد التي أقترحها؟ ولَك أن تتصور ما سيكون لهذه المعاهد من نشاطات علمية متنوعة، ومن ذلك الندوات والمؤتمرات والإصدارات العلمية من كتب ومجلات علمية. فليكن في جامعة الملك سعود، على سبيل المثال، معهدا للدراسات الأفريقية وآخر للدراسات الآسيوية في جامعة أخرى وهكذا، سيكون لنا أدوار علمية وثقافية وإعلامية، وسنفيد ونستفيد الشيء الكثير، علميا وثقافيا وإعلاميا.