تعد المملكة من أوائل الدول في العالم من حيث الإقبال على السياحة الصحراوية لعشق السعوديين وارتباطهم بالصحراء. وتستقبل صحارى المملكة بوديانها ورياضها ومنتزهاتها البرية أعدادا متزايدة من عشاق السياحة البرية خاصة مع اكتساء الكثير من المواقع بالعشب والزهور الصحراوية، حيث تبشر الأمطار الأخيرة التي هطلت على مناطق المملكة بموسم ناجح للسياحة الشتوية. وتتهيأ عدد مناطق المملكة لبدء موسم السياحة الشتوية من خلال تنظيم عدد من الفعاليات السياحية، وتجهز المواقع التي تكثر فيها السياحة الشتوية من منتزهات صحراوية وقرى تراثية وغيرها. وبالإضافة إلى المواقع البرية تشهد المواقع الساحلية الدافئة إقبالاً من السياحة خاصة في جنوب المملكة. وتمتاز المملكة بتنوع بيئي، وذلك نتيجة لموقعها الجغرافي الإستراتيجي المميز بين ثلاث قارات، ولخصائصها الطبيعية المتنوعة، فالصحاري في المملكة تشكل ما يقارب 28 % من مساحتها الإجمالية، وهي كمساحات مكشوفة من أهم نقاط الجذب السياحي. وتُعدّ صحراء الربع الخالي ثاني أكبر صحراء في العالم، وصحراء الدهناء، وصحراء النفود الكبير إحدى أهم الصحاري في شبه الجزيرة العربية، وتأثيرها واضح في البيئة الاجتماعية للمواطن السعودي. مفهوم السياحة الصحراوية هي نوع من أنواع السياحة الطبيعية، مجالها الصحراء بما فيها من مظاهر طبيعية تتمثل بتجمعات الكثبان الرملية، والجبال الجرداء، والأودية الجافة، والواحات الطبيعية، والقيعان، والخباري، والفياض، ومن مظاهر بشرية تتمثل في أسلوب حياة وثقافة الشعوب الصحراوية المنسجمة مع طبيعة الصحراء. أهمية سياحة الصحراء وفوائدها تُعد السياحة الصحراوية صناعة واعدة في الكثير من اقتصاديات بلدان العالم؛ لأن الكثير من البلدان بنت اقتصادها من عوائد السياحة الصحراوية، وذلك لأنها أصبحت مصدراً من أهم مصادر الدخل القومي.. حيث ساهمت عائدات السياحة الصحراوية في بناء دول بأكملها، وساعدت في تنمية المناطق البعيدة عن العمران، وتقديم الخدمات فيها على مستوى عالٍ، وساهمت في الاهتمام بالتراث والمحافظة عليه، وتنمية الولاء للوطن، كما تعتبر السياحة الصحراوية من أهم أنواع السياحة الطبيعية.. حيث بدأت الصحاري في المملكة بشكل عام تستقطب السياح الذين يبحثون عن الهدوء، والسكينة، والتأمل، ومراقبة الطيور، وممارسة كافة الرياضات الصحراوية، كالتزلج على الرمال والصيد. وتتميز سياحة الصحراء بالمملكة بمقومات متعددة من أبرزها الموقع الجغرافي لصحراء المملكة، حيث تقع في قلب الجزيرة العربية، وبالتالي تكون نقطة التقاء بالدول العربية المجاورة، ودول مجلس التعاون الخليجي، وهذا يكسبها تنوع في العادات، والتقاليد، والثقافات حسب المناطق المجاورة لها. إضافة إلى مقومات الجذب الجيولوجي والتضاريس لصحراء المملكة حيث الكثبان الرملية، الواحات الصحراوية، سلاسل الجبال وتكوينها، الدحول والكهوف، ينابيع المياه. ومن مقومات سياحة الصحراء بالمملكة سطوع الشمس والدفء العام للمناطق الصحراوية عامل جذب سياحي للمغامرين والرحالة، ومواسم الصيد. كذلك مقومات الجذب للمياه وأشكالها في صحاري المملكة: الواحات والفياض (روضة الخفس، روضة التنهات، روضة السبلة، روضة دقلة، روضة نورة، روضة الحقاقة، روضة الصياهد)؛ وأحواض المياه الجوفية الموجودة في نجد (حوض النفود الرسوبي الكبير). ومن الأنشطة المرتبطة بالسياحة الصحراوية، الرياضات الصحراوية؛ وتشتمل على رياضة التطعيس، والهجن، والفروسية، والسير على الأقدام، والرحلات على ظهور الإبل، واستعراضات الخيول، وعروض قوافل الإبل، ورحلات الصيد والسفاري، والصيد بالصقور، والقفز المظلي، والطيران الشراعي، والتزلج على الرمال، وتسلق الجبال.. وزيارة الآثار؛ وتشمل القصور التاريخية والأثرية، والطرق التاريخية والأثرية، والمواقع الأثرية، والقلاع والحصون. والسياحة العلاجية؛ وتتمثل في العيون الحارة، والمياه الكبريتية، والتأمل. وعرف عن سكان المملكة ولعهم الشديد بالخروج إلى الصحراء في مواسم الأمطار، حيث تكتسي الصحراء بالزهور والنباتات البرية والغدران والفياض والخباري. وتتم إقامة المخيمات على شكل جماعي وفردي في كافة صحاري المملكة المتميزة، مما يجعل هذا النشاط الثقافي من العناصر ذات الجذب السياحي. وللاستفادة من القدرات الطبيعية المتعددة للصحراء في بعض الأنواع من السياحة الصحراوية التي كانت متوقفة من قبل على رحلات الصيد فقط، والآن تنوعت إلى رحلات صيد، وسفاري، وسياحة علاجية، وتسلق الجبال، وركوب الخيل، والتخييم، ومراقبة الحيوانات والطيور، وغيرها. وقد نجحت العديد من الدول في ذلك مثلاً الأردن، ومصر، وتونس، ودول الخليج بإنشاء المحميات الطبيعية بهدف حماية الكثير من أنواع الحياة البرية من الانقراض مثال على ذلك تجارب السعودية، والإمارات، وعمان، وتونس، ومصر، ولبنان، والأردن، وغيرها في إنقاذ المها العربي وطيور الحباري، والنباتات الطبية الصحراوية من الانقراض. وساهمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تنفيذ عدد من الأنشطة والبرامج الخاصة ببرنامج « لا تترك أثراً» من خلال تنفيذ أكثر من 23 رحلة برية مختلفة، تم خلالها تعريف المشاركين بمبادئ البرنامج السبعة، وكيفية الاستمتاع بالبيئات البرية، والمحافظة عليها، فقد تم تنفيذ الرحلات بمشاركة (1000) من طلاب المدارس في تلك الرحلات.. حيث تم تنفيذ هذه الرحلات في المنتزهات البرية منها: (منتزه الثمامة البري، محمية عروق بني معارض في صحراء الربع الخالي، منتزه مشار البري، منتزه البيضاء البري، منتزه الغاط الصحراوي، منتزه الدفي البري بالجبيل، روضة الخفس، روضة خريم في صحراء الدهناء). كما تم تنفيذ عدة رحلات وبرامج متكاملة لرفع الوعي البيئي الصحراوي في أماكن التنزه البرية في عدة مهرجانات وفعاليات صحراوية منها: (رالي حائل الصحراوي، مهرجان قرية الجفر الصحراوي، مهرجان البادية ببيشة، حرة الشاقة بأملج، مهرجان مزايين الأبل بأم رقيبة في صحراء الدهناء). وعدة رحلات في مناطق شبه صحراوية منها: (مهرجان الغضا بعنيزة، روضة خريم في صحراء الدهناء، روضة التنهات بصحراء الدهناء، حفر العتش، منتزه ظلظل بحائل، ومحمية عروق بني معارض بنجران في صحراء الربع الخالي).