جاء ديربي الكرة السعودية بين الهلال والنصر في الموعد تماماً، إذ شاهدنا مباراة مثيرة في كل شيء منذ صافرة البداية وحتى نهايتها، وتقاسم الفريقان النتيجة مناصفة على مدار الشوطين. وقياساً على سيناريو المواجهة وأحداثها ومجرياتها أعتقد أن الهلال فرط في نقاط كانت في متناول اليد، فتهاون لاعبيه وبرودوهم بعد التقدم بهدفين دون مقابل هو من سمح للاعبي النصر بتنظيم صفوفهم والعودة من جديد لأجواء المباراة وإدراك التعادل، وتعديل النتيجة من قبل أي فريق يعد أمراً طبيعاً في عالم كرة القدم، لكن الأمر غير الطبيعي هو أن تفرح بجنون بتعادل ربما يفقدك بطولة الدوري، وحالة الفرح الهستيرية التي كان عليها النصراويون بعد نهاية المباراة بالتعادل لم يكن لها أي مبرر لا سيما وأن النصر متأخر نقطياً عن الهلال، لكن يبدو أن النصراويين كانوا يمنون أنفسهم بعد تقدم الهلال بهدفين مبكرين بأن لا تكون النتيجة تاريخية عليهم عطفاً على المستوى الكبير الذي كان عليه نجوم الزعيم في أول دقائق المباراة وربما هذا هو السبب الحقيقي لفرحة النصراويين الكبيرة. وبرأيي أن التعادل هو خسارة للنصر وليس في صالحه في ظل تقدم الهلال عليه نقطياً في سلم الترتيب رغم أن الهلال لديه لقاء مؤجل مع فريق أحد سيلعب غداً الأربعاء وربما يتسع الفارق بينهما نقطياً. ما حدث بعد نهاية الديربي الكبير من حزن أزرق وفرح أصفر بسبب التعادل، يؤكد أن الهلاليين دائماً هدفهم الأول والمعلن الألقاب والبطولات وهذا هو الانتصار الحقيقي لهم الذي يقاتلون من أجله فقط، بعكس النصراويين الذين يبدو أن تعثر الهلال أمامهم هو بطولتهم التي يبحثون عنها..!! فمن تابع ردود النصراويين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد نهاية المباراة يجزم أن النصر بتعادله هذا قد استعاد الصدارة أو حقق لقب الدوري قبل نهايته وهما الأمران اللذان لم يتحققا..؟؟ لذا لا أعلم لما هذا الفرح الجنوني.. فكل ما تحقق لهم هو التعادل أمام الهلال ولهذا أشعلوا قناديل الفرح..!! وأمام فرح النصراويين المبالغ فيه بالتعادل مع الهلال الذي خرج أنصاره وعشاقه في حالة غضب جراء هذه النتيجة وتفريطهم بفوز كان قريبًا جداً، هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح من أوصل عشاق النصر بأن يفرحوا بمجرد تعادلهم مع الهلال..؟! النصراويون في السنوات الأخيرة انشغلوا كثيراً بتتبع عثرات الهلال وإخفاقته التي باتت تسعدهم أكثر من فوز فريقهم الذي ضل طريق البطولات كثيراً. هذا الانشغال النصراوي بكل ما هو أزرق منح السيادة والتفوق للزعيم في أكثر من مناسبة وبطولة لذا من المستحيل أن تجد هلاليًا يفرح بمجرد التعادل مع النصر في مباراة دورية. فالزعماء كانوا يبحثون عن تكرار الخماسية بشباك وليد عبدالله لكن أخطاء بعض لاعبيه الفردية ألغت التفوق الهلالي وقتلته.