لو أن الحكم خليل جلال طبق القانون بحق فيقاروا بعد الثلاثة ولم يشفق على النصر من هزيمة تاريخية مخزية ونقد لاذع سيطاله، ولم يتراخ الهلاليون بعد الأربعة ويتسرب لهم البرود الغريب الذي يتنابهم عادة بعد تقدمهم، لانتهت مباراة الهلال والنصر إلى نتيجة تاريخية تتذكرها الأجيال مساء ذلك الثلثاء الأزرق الخلاب، والذي أعلن فيه الزعيم إضافة النصر ضمن ضحايا الهلال هذا العام. النصراويون يبدو أنهم"طاروا في العجة"مع التخدير الإعلامي الذي انهمر كالمطر على الفريق من كل الكتاب في الصفحات الرياضية والمحللين في القنوات الفضائية. الذين نفخوا في الفريق بعد التأهل عن طريق الأهلي وليس الهلال كالأهلي لو كانوا يعلمون، وزادوا عليها أن روح النصر هي من ستهزم الهلال، لأن النقص يولد القوة حتى عاش اللاعبون دور الفائزين ولما يلعبوا المباراة بعد واستسلموا له وصدقوا أن بإمكانهم إعادة الكرة والفوز من جديد على بطل الدوري والكأس كما فعلوها سابقاً. ووضح مع بدء المباراة بما لا يدع مجالاً للشك أن الفريق يعيش على أطلال فوز الفريق الوحيد الذي تحقق له على الهلال بعد سنوات الجفاف، ربما لأن جميع عناصر الفريق لم تعتد هذه الأجواء ولم يسبق لها عيشها واقعاً بل هي حديثة عهد بثقافة الفوز على الهلال، ولا تعرف كيف تطبقها متواصلة على ارض الميدان. لذا نزل الفريق للملعب وهو يعتقد أن بإمكانه الفوز من دون أن يدفع مهر ذلك وهو مهر غال جداً يبدو أن ليل النصراويين سيطول ويطول وهم يجمعونه. أمام النصر أعاد الهلاليون الأمور لسيرتها الأولى وبقسوة والمنافسة لنقطة أن الزعيم سيبقى زعيماً في عدد مرات الفوز وفي كل المسابقات، لأن ذلك صار قدراً محتوماً كل عام وفي أي دور يريده الهلال، وهل يجدي مع القدر الفرار؟ وحتى مع تبدل المدربين وتجدد اللاعبين عن طريق الإعارة أو شراء العقود تبقى الهيمنة على دربي العاصمة ماركة زرقاء معتمدة. وأمام الهلال عاد النصراويون لطريقتهم البائدة في الهجوم على التحكيم على رغم كل ما قدم لهم خليل جلال من مجاملات لم تنل رضاهم، لأنه انتدب للهلال وبسببه جرد حتى من اسمه ونسب له في تعد سافر على اسمه وسمعته. أما الذين جهزوا الأهزوجة لياسر والكاميرات لرصد رادوي فقد رد الاثنان بطريقتهم الخاصة أبلغ رد وأي رد وهكذا هم النجوم وإلا فلا.