أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب صباح الثلاثاء عن إقالة وزير الخارجية ريكس تيليرسون، وتعيين مايك بومبيو رئيس "سي اي ايه" السابق مكانه، بعد فترة من اضطراب العلاقات بين تيلرسون وترمب كان من المتوقع أن تنتهي بإنهاء صلاحيات تيلرسون، كما اختار ترمب المساعدة السابقة لبومبيو جينا هاسبل لتولي منصب رئاسة "سي اي اي" لتكون بذلك أول امرأة في تاريخ أميركا تتولى رئاسة "سي اي اي" وكانت الخلافات بين تيلرسون والرئيس ترمب واضحة طيلة الفترة الماضية، وكان من المتوقع ألا يبقى تيلرسون في منصبه لأكثر من بضعة أشهر إلا أنه قاوم الإطاحة به حتى آخر لحظة ولكن كان جميع المحيطين بالإدارة الأميركية كانوا يلاحظون إبعاد ترمب لتيلرسون عن دائرة صنع القرار المحيطة به، فقبول دعوة زعيم كوريا الشمالية كان أمر قرره ترمب ومستشاريه بعيداً عن وزير الخارجية تيلرسون الذي تفاجأ بالقرار وهو في جولة إفريقية. ويعرف مايك بومبيو بأنه أحد الصقور الجمهوريين المتشددين بمواقفهم من إيران وخاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي، فعلى عكس تيلرسون الذي كان يرى ضرورة في إصلاح الاتفاق والإبقاء عليه، يجد بومبيو أن التخلص من هذا الاتفاق الضار بأميركا والفاشل هو أمر واجب كما عرف عن بومبيو أنه شبه إيران بداعش حيث قال "إيران أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم وتحت سيطرة آية الله وحرسه الثوري ليست سوى تنظيم مارق كداعش". كما يهاجم بومبيو سياسات إدارة أوباما في الشرق الأوسط التي مكنت إيران من إعادة نشر نفوذها بعد أن كانت معاقبة ومنهكة، مايك بومبيو، صاحب مشروع "تصنيف الإخوان" على قوائم الإرهاب في أميركا. وفي نهاية عهد الرئيس السابق أوباما، تقدم مايك بومبيو مع مجموعة من أعضاء الكونغرس بمشروع يطالب الكونغرس بتصنيف تنظيم الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية محظورة، حيث رأى بومبيو أن فكر الإخوان مبني على أسس إرهابية بامتياز وهو الفكر المسؤول عن الهجمات الإرهابية في أوروبا والولايات المتحدة. ومن أهم المواقف التي عرف بها بومبيو تشدده مع كوريا الشمالية، الأمر الذي شجع الرئيس ترمب على تعيينه وزيراً للخارجية قبل لقاء مرتقب مع زعيم كوريا الشمالية في مايو حيث يسعى ترمب لإحاطة نفسه بخبراء في هذا الصراع. كما قلل بومبيو طيلة الفترة الماضية من أهمية التحقيقات بتدخلات روسيا في انتخابات ال2016 إذ يرى أن هذا ليس بالأمر الجديد وروسيا تحاول التأثير على انتخابات أميركا دون جدوى منذ عقود طويلة ويعتبر هذا أمر مطمئن لترمب بعد أن أبعد تيلرسون الذي كان يحاول التذكير دائماً بدور روسيا في عهد ترمب. وبومبيو ضابط متقاعد من المخضرمين في الجيش الأميركي، تخرج من الأكاديمية العسكرية الأميركية في وست بوينت بنيويورك وكلية الحقوق بجامعة هارفارد وشارك في الفترة بين العامي 1986-1990 في حرب تحرير الكويت حيث كان ضابطاً في فرقة المشاة الرابعة الأميركية المهمة التي انتهت بتحرير الكويت. خبرة بومبيو العسكرية وعلاقاته القديمة للغاية مع أهم حلفاء أميركا في منطقة الشرق الأوسط كانت أحد أسباب وقوع اختيار ترمب على بومبيو، وبدا الغضب على أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين والمتعاطفين معه واضحاً بعد إقالة تيلرسون الذي كان أقرب إلى وجهة النظر القطرية والوحيد الذي دفع لمصالحة قطر في موقف يخالف كل مواقف المسؤولين في إدارة ترمب. Your browser does not support the video tag.