تعد الشركة السعودية - المصرية للتعمير أحد النماذج الناجحة للتعاون القائم والمشاركة الناجحة بين المملكة وجمهورية مصر العربية، التقت «الجزيرة» بالرئيس التنفيذي للشركة السعودية - المصرية للتعمير المهندس درويش حسنين فكان هذا الحوار عن الزيارة المرتقبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر، وموضوعات أخرى. كيف ترى زيارة ولي العهد لجمهورية مصر العربية؟ - زيارة كريمة ومهمة ونحن في الوطن العربي والإسلامي نشعر بالاطمئنان كلما تمت مثل هذه الزيارات من القادة في المملكة ومصر فالبلدان يحملان على عاتقهما دوراً كبيراً للاستقرار لعالمنا العربي والإسلامي وكلما كثرت مثل هذه الزيارات التي دائما ما يخرج عنها قرارات في صالح البلدين وفي صالح عالمنا العربي والإسلامي فهذه الزيارات تشعرنا بالاطمئنان وبالخير وتسهم مثل هذه الزيارات في مزيد من التعاون في المجالات المختلفة وتعاون في المشاريع داخل مصر والمملكة فدائماً يأتي الخير من وراء هذه الزيارات وعادة تكون نتائجها أعلى من أمانينا وكل ما يؤدي إلى علو البلدين والشعبين والمنطقة العربية والإسلامية فهناك مجالات كثيرة مفتوح فيها استثمارات كبرى مثل الاستثمار في قناة السويس والعين السخنة والعاصمة الإدارية الجديدة وهناك مناطق بها استصلاح أراضٍ بمساحات كبيرة ونتوقع أن يكون هناك توقيع اتفاقيات التعاون في مثل هذه المجالات وكمصري أقول إن مصر والسعودية هما أهم ركيزتين في الوطن العربي كلما كانت العلاقات قوية والتنسيقات والترتيبات مستمرة على المستوى الحكومي كلما شعرنا بالاطمئنان عربياً وإسلاميا وهي كذلك وندعو الله إلى مزيد من الازدهار لهذه العلاقات لكي تزداد وتستمر وتزدهر لأنها تأتي بالخير على الجميع فالمملكة لها وضع خاص لدى مصر فنحن كمصريين نتمنى للمملكة كل الخير والازدهار وأن تكون في أحسن حالتها فالخير في السعودية يعم على المسلمين جميعاً والعلاقة الوطيدة بين البلدين فهي علاقة تاريخية عميقة والمملكة ومصر هما رمانتا الميزان في المنطقة العربية والإسلامية، وكلما كانت العلاقات في صورتها المطلوبة دل ذلك على مؤشر مطمئن لمنطقتنا العربية والإسلامية بمشيئة الله فقمة السيسي والأمير محمد بن سلمان تبعث بالعديد من الرسائل الإيجابية على مستوى العديد من الأصعدة السياسية والاقتصادية، فكل من الرئيس السيسي وولي العهد لديهما فكر متطابق ومتقارب ويسعى لتحسين الأوضاع في كلتا الدولتين. كيف ترى العلاقات السعودية - المصرية التجارية؟ - دائماً حجم التبادل التجاري بين البلدين هو الأعلى عربياً وعالمياً ويقدم السعوديين والمصريين على التبادل التجاري والأنشطة الاستثمارية التي تعزز من هذا التبادل والداعمة له وهناك استثمارات مباشرة من المستثمرين وأخرى حكومية لكن هناك عوامل جذب موجودة وحجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية هو الأعلى. ماذا عن الشركة السعودية المصرية للتعمير ومشروعاتها؟ - فالشركة منذ إنشائها سنة 1975 نفذت العديد من الوحدات السكنية مختلفة الأنواع في أنحاء مصر المختلفة ونحن من المستثمرين الذين وضعوا في اعتبارهم تنويع وتوزيع نشاطهم في أنحاء مصر في أنواع مختلفة من الاستثمار العقاري ومن المطلوب والمنطق أن نراعي في هذا الاستثمار المشترك بين البلدين ضرورة أن يحقق أرباحاً إلى جانب أبعاد أخرى بتنفيذ مشروعات في أنحاء مصر المختلفة أبعاد أخرى والشركة حصلت مؤخراً على 70 فداناً في العاصمة الإدارية الجديدة التي سوف تبدأ العمل بها خلال شهرين في هذا المشروع الذي يقام على 70 في المائة منه عمارات سكنية و30 في المائة فلل سكنية فالشركة كانت من أوائل الشركات التي تقدمت في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة وتمكنت من الحصول على واحدة من أفضل قطع الأراضي بها وحصلنا عليها بأسعار جيدة والأسعار زادت نحو ب60 في المائة عن السعر الذي اشترينا به وإن شاء الله نبدأ خلال شهرين في فتح التسويق ويوجد لدينا قائمة كبيرة من راغبي الشراء في هذا المشروع فنحن نحمل مسؤولية كبيرة لملكية الشركة للحكومتين وتعطينا قيمة مضافة دائماً لمزيد من الاستثمار وفي نفس الوقت تفرض علينا الالتزام الكامل في العقود التي نوقعها مع عملائنا ومع الجهات الحكومية المختلفة وسوف نستكمل بمشيئة الله في نفس الوقت مشروعنا الكبير على نيل المعادي الذي يتكون من برجين أحدهما سكني والآخر فندقي والذي تم الاتفاق على إدارته مع شركة هيلتون العالمية ومن المنتظر بمشيئة الله افتتاح الفندق في نهايات عام 2019 وسيكون اول فندق مملوك للحكومتين المصرية والسعودية في مصر بل في العالم كله ويحمل دلالة دائماً على الشراكة الناجحة بين الحكومتين. ماذا عن حجم استثمارات الشركة؟ - إن حجم استثمارات الشركة قد وصل إلى 10 مليارات جنيه في ستة مشروعات تمتلكها في مناطق مختلفة وأن الشركة حققت نموًا في حجم الاستثمارات بنسبة 78 في المائة، كما حققت أرقام تزيد عن خططها التسويقية لمشروعاتها، وهو ما يعكس قوة الشركة وحركة السوق واستمرار قوتها خلال العام الجاري رغم الزيادات السعرية التي شهدتها وأن السوق العقارية في مصر هي سوق واعدة دائماً وإن كان هناك تباطؤ نسبى في حركة الشراء مؤخراً بسبب ارتفاع الأسعار وقيام راغب الشراء بإعادة ترتيب أوضاعه نتيجة هذه الزيادات وبصورة عامة فإن زيادة أسعار المواد الداخلة في صناعة العقار ارتفعت لأسباب تعود لقرارات اقتصادية كانت ضرورية لتحسين أوضاع الاقتصاد بصورة عامة ومن الطبيعي أن تتغير أسعار البيع من فترة لأخرى متأثرة بعوامل متعددة تؤثر في ذلك. وما رؤية الشركة الاستثمارية للمرحلة المقبلة؟ - الشركة مملوكة بالمناصفة بين الحكومتين السعودية والمصرية وهي إحدى المزايا التي تتمتع بها الشركة، علاوة على خبرتها الكبيرة بالاستثمار العقاري والنجاحات التي تحققت طوال السنوات الماضية، ومنذ إنشاء الشركة عام 1975ولمدة تزيد عن أربعين عاماً حتى الآن حققت نجاحات كبيرة في مشروعاتها التي نفذتها في أنحاء مصر المختلفة سواء في المنصورة أو الإسكندرية أو أسيوط ومرسى مطروح إلى جانب القاهرة الكبرى، وتتسم محفظة مشروعات الشركة بالتنوع المكاني والنوعي بما دعم استقرارها واستمراريتها وضمان نجاح استثماراتها، واستثمارات الشركة تسير بالتوافق مع خطط وطموحات الدولة للتنمية العمرانية، وهي لا تخلو من مراعاة احتياجات المواطن المصري في مسارها لتحقيق نمو استثماراتها. وماذا عن استثمارات الشركة في المرحلة المقبلة؟ - 2019 سيشهد بداية العمل في مشروع العاصمة الإدارية واستكمال العمل في باقي مشروعات الشركة التي تقدر إجمالي استثماراتها بنحو (14 ملياراً) وهي تضم مشروع الرياض سيكون القاهرة الجديدة وهو سكني متكامل على مساحة 68 فداناً ومشروع دمياط الجديدة سكني سياحي على مساحة 17.5 فدان وسوف ويضم هذا المشروع فندق 4 نجوم طاقة 120 غرفة وجناحاً وتم الاتفاق على إدارته مع هيلتون العالمية تحت العلامة التجارية هيلتون جاردن. أما مشروع الشركة في أسيوط الجديدة من الإسكان المتوسط على مساحة 13.5 فدان وكانت الشركة من أوائل شركات الاستثمار العقاري للعمل في هذا الجزء المهم من جنوب مصر وكعادة الشركة تراعى في استثماراتها الأبعاد الاجتماعية إلى جانب الأبعاد الاقتصادية بنجاح ونمو استثماراتها، ومشروع سيكون نايل تاورز بالمعادي ويتكون من برجين ارتفاع 23 طابقاً لكل منهما أحدهما فندق خمس نجوم طاقة 256 غرفة وجناحاً والثاني سكني فاخر ويقع على نيل المعادي في واحدة من أفضل المواقع المطلة على نيل القاهرة ويتكون من 190 وحدة إسكان فاخر والمشروع على مساحة 10 آلاف متر مسطح ومن المقرر الانتهاء من البرج السكني في النصف الأول من عام 2019 والفندق بالنصف الثاني من نفس العام. ماذا عن تخوف عديد من المواطنين والمقبلين على الشراء في العاصمة الإدارية الجديدة نظرا لبعد المسافة عن القاهرة؟ - عندما تم اختيار موقع مشروع الشركة في العاصمة الجديدة تم اختياره بعناية شديدة ودراسات دقيقة وقد روعي فيه كل المؤشرات فهي تبعد عن مركز القاهرة بنحو 40 كيلو وتبعد عن العين السخنة 40 كيلو فهو مكان تم اختياره بعناية شديدة وتم دراسة وسائل الانتقال من وإلى العاصمة من القطارات المختلفة ووسائل النقل الكهربائية يعني هناك وسائل انتقال متعددة ومع انتقال الأجهزة الحكومية المختلفة من القاهرة القديمة المرهقة فلا اخشى على العاصمة الإدارية التي سيكون بها استثمارات واعدة ومطمئنة تماماً فسوف تكون إضافة حضارة كبيرة لعاصمة إدارية جديدة جدا لمصر. تشهد الفترة الحالية علاقات مميزة بين مصر والسعودية.. كيف يستفيد منها البلدان؟ - طالما كانت العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية مميزة، والجانب السعودي حريص على نجاح الشركة وهي بالفعل صارت أحد النماذج الجيدة للتعاون والمشاركة بين البلدين، وحققت نجاحات ملموسة بما يسهم في دعم الاقتصاد للبلدين ونأمل في تكرار تجربة الشركة كأحد نماذج التعاون بين مصر والسعودية في قطاعات اقتصادية أخرى وبين مصر ودول عربية أخرى. من أهم وأبرز أوجه التعاون ما بين المملكة ومصر اقتراح بناء جسر بين البلدين كيف تجد هذا المقترح؟ - إن هذا الجسر سوف يزيد من التواصل بين الشعبين الشقيقين في سرعة الانتقال في فترة زمنية قصيرة، كما أنه سيزيد أيضاً من التبادلات التجارية بين الدولتين وأتمنى أن يخرج هذا الجسر إلى حيز التنفيذ لكي يسهل لنا أن نسافر على هذا الجسر إلى المملكة وأهل المملكة إلى مصر من خلاله بما يزيد من التقارب بين الشعبين الشقيقين ويزيد من الاستثمارات بين البلدين وأخيراً أهلاً وسهلاً بسمو ولى العهد في بلده الثاني مصر.