كم رزئت وفجعت برحيل العم الغالي رجا الله بن حسين العمراني الحارثي شقيق الوالد رحمهما الله جميعاً وكأنما نحن على موعد مع القدر وفواجعه وآلامه، الذي لايدع أحداً في شأنه ولنكون ما بين يوم والآخر في وداع صديق أو زميل أو عزيز أو قريب أوذي رحم فالحمد لله على قضائه وقدره على ما أعطى وما أخذ وله المنة في الأولى وفي الأخرى. رحل العم الغالي بعد أن بكته القلوب قبل الدموع لكل من عرفه على حقيقته وبساطته وطيبته رغم ما قد يظهر على ملامحه من الشدة والغلظة وما يمتاز به من مهابة ومواقف شجاعة وصارمة في أحيان كثيرة وما منحه الله من تقدير وقبول بين الناس التي امتدت إلى الأقطار الخليجية المجاورة ومع ذلك فهو يملك قلباً حنوناً رحيماً فلا تجده إزاء بعض المواقف الإنسانية ومدى تأثره بها إلا بدموعه تسبقه ولتنعكس على تفاعله المباشر مع مثل هذه المواقف. رحل العم الغالي إلى بارئه طيباً قرير العين بعد رحلة شاقة مع المرض والألم وبعد رحلة مضنية مع الكفاح الجاد ومصارعة الحياة والأحياء ونكبات الدهر وفواجعه المتعددة إلا أن الرجاء معقود في المولى عز وجل بأن تكون خاتمة هذه الرحلة والجهاد والشدة والكبد ولواعج المرض كفارة وطهرة له من أدران الدنيا والخلود بإذن الله في جنات عدن التي وعد بها المتقين. ومهما كان أو يكون فلابد أن نعود لتلك الحقيقة الباقية بأن الموت لن لا يدع أحداً مخلداً ولن يبقى للإنسان إلا الذكر الحسن وما تركه خلفه من ذكرى طيبة في نفوس الناس وما قدمه لأخراه من عمل صالح نأمل ونرجو وندعو أن يكون مقبولاً بإذن الله. وإنني إزاء هذا الموقف الجلل ونيابة عن عمي هلال بن زيد وعن أخوتي وأبناء الفقيد وعلى رأسهم الأخ نايف وأبناء عمومتي لن ننسى موقف كل ذي خلق كريم ممن أسعدنا بوجوده بيننا في أيام العزاء ولكل من واسى وهاتف ووصل واتصل لتبقى عرى الأخوة وحبال المحبة والود دوماً موصولة وكل ما نرجوه من الجميع مواصلة الدعاء لفقيدنا ولكافة أموات المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات أجمعين فرحم الله فقيدنا الغالي رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان ونور مرقده وعطر مشهده وطيب مضجعه وأنس وحشته ونفس كربته ووقاه وإياكم عذاب القبر وفتنته وجمعنا به وبوالديكم وكل عزيز وغال لديكم في جنات النعيم بإذن الله مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **