والدي: لن أنسى اليوم الذي غطت فيه سحايب الحزن الوطن. ولن أنسى الخبر الذي فجع الأمة العربية ولن أنسى الدموع التي تزاحمت بين عينيك تريد أن تخبر ما في مكنونها من ألم وفراق لفقيدنا الغالي الأمير نايف بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه -. لم يكن الخبر فاجعة لنا نحن كسعوديين بل لكل العرب والعالم الإسلامي بشكل خاص فقد رحل عنا الشمعة التي أنارت ليل سمائنا وأتسع شعاعها لينير دول الخليج بالأمن والأمان بعد الله. نعم يا والدي رحل عنا الرجل الذي ترعرعت منذ شبابك تحت قيادته لمدة اثنين وأربعين عاماً. رحل عنا الذي نشأنا على محبته. رجل الأمن الأول ورمز الداخلية ومن تعلمت على يده يا والدي الكثير والكثير.. فقد استقبلتك مدرسته في بدايات حياتك العملية وكان لك السند بعد الله ومعلماً حكيماً. تعلمت منه الصبر والحزم والتأني والمثابرة. تعلمت سهر الليالي وفتح أبواب منزلك في المناطق التي كلفت بخدمتها. تعلمت احتواء الضعيف قبل القوي. تعلمت الادارة الواعية لاتمام رسالتك الوطنية المخلصة. كل منطقة يا والدي لها ثقلها في الوطن رغم ذلك تعلمت وبجدارة التعامل المطلوب واحتويت الأهالي من الشمال إلى الجنوب. كان رحمه الله مثالاً عظيماً في الصبر وقد اقتبسته منه فكنت طيلة عملك تستقبل الناس بابتسامة وصدر رحب وكان يعمل المعروف بينه وبين ربه ابتغاء لوجهه وتعلمت ذلك منه هذه الآية ( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم) كانت نبراساً لك في عملك. فرغم بعدك عنا لسنين وشوقنا إليك إلا أني أحمد الله على ما حصدت وجنيت من محبة في قلوب الآخرين وعلى المجهود الذي ستنال عليه بإذن الله الأجر هذا كله بفضل الله ثم فضل سيدي نايف أسكنه فسيح جناته. الرجل الذي خلد مدرسة عظيمة دخلت التاريخ وبكل فخر كنت يا والدي من ينضوي تحت لواء هذه المدرسة وأحد خريجيها. رغم ايمانك بالله وقدره لكن وقع الفاجعة جعلتك تكرر ( ليت من تحت الثرى فوق الثرى) ولا تلام وكنت تكرر ( في شخص نايف احترم أشخاص فعلى غرار نايف هناك سيدي الأمير أحمد) - حفظه الله - فقد ساندك وما زال في مواقف كثيرة وله الأثر الفعال في استنهاض همتك جعله الله خير خلف لخير سلف وأدام عزه كيف لا وهو الساعد الأيمن وعضيد الأمير نايف تغمده الله بواسع رحمته نم قرير العين يا سيدي فإخوانك وأبناؤك سيكملون المسيرة وما أرسيت دعائمه، وقادتنا ولله الحمد يتمتعون بالتخطيط والتوجيهات الحكيمة في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب. حفظ الله ملكنا وولي عهده الأمين وجعلهم ذخراً للبلاد والعباد. وفي الختام أود التوضيح بأن سطوري هذه لم تكن فقط لفتاة بأبيها معجبة أو مجرد رثاء لسيدي نايف جعله الله في الفردوس الأعلى بل قلمي حب أن يشارك الكثير.