خبر بيع (لوحتين سعوديتين) للفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان في لندن بما يُقارب المليون ريال، أثلج صدري كثيراً، لأنَّ لدينا فنانين وأعمالاً تستحق التقدير، وأرجو أن يكون ذلك نقطة تحول في حياة بعض الآباء الذين لا يعترفون بهواية أبنائهم لمثل هذا النوع من الفن التشكيلي مُنذ الصغر، وتخوفهم من تنمية هذه الموهبة أو حتى دراستها كتخصُص في المُستقبل، رغم أنَّها قد تتحوَّل إلى احتراف ومهنة تُدر الأموال لاحقاً وتغير من حياة هؤلاء، فرغم أنَّ اللوحتين رُسِمتا على ما يبدو في مطلع الثمانينات الميلادية، إلا أنَّه جاء اليوم لتقديرهما بالشكل اللائق والمُستحق، ومنحهما السعر الجيد الذي يُناسب هذا النوع من الفن الراقي والذوق الرفيع، وهو ما يؤكد أنَّ مثل هذه الأعمال الفنية لا تموت وليس لها تاريخ صلاحية مُحدَّد. في الأجيال المُتعاقبة كانت الدراسة والمدرسة والعلم هي المفاتيح الرئيسة للفلاح والنجاح في الحياة -ومازالت حتى اليوم كذلك معايير عند مُعظمنا- ولكن هذا لا يُلغي ظهور طُرق جديدة للنجاح والشهرة والثراء، تُحقق الذات وترفع الرأس بعد أن كانت منبوذة في عصور سابقة كاحتراف كرة القدم، والتمثيل والفن بكل أنواعه وأشكاله، إضافة لاحتراف الغناء والموسيقى، وأخيراً الشهرة ضمن (فاشينيستا) السوشيال ميديا، بما تنطوي عليه هذه الأخيرة من ضرورة التهريج والإسفاف أحياناً، من أجل كسب الشهرة ثم المال من خلال الإعلانات والتغطيات المدفوعة. لا أريد الدخول في (حالة جدلية) حول وجود مُحترفين للفن والرياضة والغناء وبعض مشاهير السوشيال ميديا ممَّن يملكون شهادات علمية -هؤلاء قليلون- ليسوا ظاهرة تُعمَّم، فالأصل أنَّ مُعظم المشاهير تركوا المدرسة مُبكراً، ليُطوِّروا من مواهبهم ويبحثوا عن النجاح بغير طريق المدرسة، وهي حقيقة سواء اتفقنا أو اختلفنا حولها، لذا أعتقد أنَّنا سنتغلب على مثل هذه الصعوبة لو كان لدينا مسارات علمية وتخصصات تعليمية تُناسب تلك المواهب وفنونها كأكاديميات للرياضة والتمثيل والغناء والموسيقى، أسوة بما يحظى به الفن والتصميم بشكل عام. وعلى دروب الخير نلتقي.