يقول الفنان المغربي (مصطفى الزعري) أنه عندما اختار مجال التمثيل الذي قضى فيه نحو 57 عاماً، لم يكن يقصد دخول (نادي الأغبياء)، أو أنه ينتظر تحقيق (ربح مالي كبير)، بل اختار هذا الميدان عن (حب للفن)، لأن الفن لا يحقق (الاكتفاء الذاتي)، بمعنى أن الفنان يحتاج وظيفة ثانية (يأكل منها عيش)!. في الخليج العربي، لا يختلف مشاهيرنا كثيراً عن الأشقاء في المغرب العربي، أو تجربة الأشقاء في مصر، أو حتى في لبنان، فالفنان الخليجي قد يجد (عقداً مغرياً) لمرة واحدة، وقد تطير فلوسه في بهجة الشهرة، وحلاوتها، وفي النهاية يجد نفسه لا يملك تأميناً طبياً، ولا راتباً تقاعدياً، ولا توجد له حتى حقوق نهاية (خدمة)، ولربما وجد نفسه في الشارع (وحيداً)، بعد أن بزغ نجمه، وبلغت شهرته الآفاق، لأن ذاكرة الجماهير (مخرومة) دوماً، وتبحث عن الجديد، والشواهد كثيرة من المشاهير!. قليلون من يملكون (مشاريع خاصة) أثناء تمثيلهم أو غنائهم أو نجوميتهم، واستفادوا من تجربة غيرهم، بنظرة مُستقبلية عن غد مجهول! برأيي أن لاعبي كرة القدم هم الأفضل حالاً من بين سالكي هذا المضمار، بسبب (عقود الاحتراف)!. لو أخذنا الإعلاميين السعوديين كمثال، فإن السنوات الأخيرة كشفت لنا، أن الإعلامي السعودي من أكثر المشاهير إخلاصاً (للمهنة)، رغم أنه (غلبان)، مرتبه قليل جداً مقارنة بجهده، والمخاطر التي يتعرض لها، لا توجد حماية أو حصانة للإعلامي، لا توجد آلية لحفظ حقوقه عند اختلافه مع (الوسيلة) التي يعمل بها، بين (عشية وضحاها) ربما وجد نفسه أمام (مدير) يحاول نسف تاريخه الإعلامي، أو يجبره على الاستقالة بإهانته أو التقليل من شأنه.. إلخ !. سابقاً قيل إن (المتعاونين) في الإعلام السعودي (مُرتزقة) لأنهم لم يتفرغوا (كُلياً للمهنة)، كنا نعتقد أن هذا صحيحاً، بما أن (وظيفة إعلامي) تضمن حياة كريمة للمتفرغين!. السنوات الأخيرة كشفت أن (الإعلام) لدينا لا يصلح (كوظيفة مُستقلة)، وأن الفرق بين (المتعاون) و(المُتفرغ) فيه، أن الأخير انضم (لنادي الأغبياء) دون أن يشعر بذلك؟ بينما الأول (يمارس المهنة) بعيداً عن (لقمة عيشه)!. وعلى دروب الخير نلتقي.