لماذا الأخطاء في رياضتنا يتم تضخيمها وتحميلها أكثر مما تحتمل..؟ لماذا لا تُعامَل الأخطاء التي تصدر من أي حكم على أنها سوء تقدير فقط لا أكثر..!! لماذا أي خطأ ضد أي نادٍ يفسَّر بأنه مقصود ومتعمد..؟ لماذا استسهلنا الدخول في الذمم والنوايا، ونفسر أي خطأ ونوظفه حسب ميولنا وأهوائنا..؟ هل الوسط الرياضي لدينا مسكون بقضية المؤامرة والتشكيك..؟ فحتى بعد الاستعانة بحكام أجانب لمباريات الدوري كافة مع تحمل الهيئة العامة للرياضة مصاريفهم المادية كافة إلا أن الوضع ظل كما هو، بل إن الأخطاء بوجود الحكام الأجانب زادت عن الأخطاء التي كانت تحدث مع الحكام السعوديين. ومع تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) للتقليل من هذه الأخطاء إلا أن الصياح والعويل والتشكيك من مسؤولي وجماهير بعض الأندية ظل كما هو..؟ فالأصوات التي شككت بالحكم المحلي ونواياه هي نفسها التي اتهمت الحكم الأجنبي بأنه يتأثر بميول الأشخاص الذين يستقبلونه بالمطار عند وصوله..!! والأصوات نفسها واصلت التشكيك بتقنية (VAR)، وحجتهم هذه المرة أن المسؤولين عن هذه التقنية هم من يحدد ويختار اللقطات لحكم المباراة وفق ميولهم..!! لذا فكل الجهود التي يبذلها الاتحاد السعودي لكرة القدم لتطوير الحكام والتحكيم لن تفيد مع بعض مسؤولي الأندية وجماهيرهم المسكونين بنظرية المؤامرة والتشكيك والتخوين تجاه أي حكم؛ لأن فريقهم خسر بسبب خطأ تقديري وغير مقصود متناسين الأخطاء التي تحدث من مدرب أو لاعبي فريقهم، التي ربما تكون هي السبب المباشر خلف الخسارة. لهذا يجب على الاتحاد السعودي أن يمضي في خططه التطويرية لوضع التحكيم في الكرة السعودية، ولا يعير هؤلاء أي اهتمام. وأولى هذه الخطوات هي أنه يجب أن تعاد الثقة في الحكم السعودي الذي ذهب ضحية لهؤلاء، مع ضرورة إطلاق مشروع كبير يعتني بالحكم السعودي، وتطويره منذ سن مبكرة مع دعمهم بحوافز ومزايا مالية مغرية، تكون مشجعة لهم للدخول في سلك التحكيم، وتحمل جميع الضغوط التي ستواجههم. فالهدف الذي تم من خلال إقرار الاستعانة بالحكم الأجنبي لتحكيم مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وكذلك الاستعانة بتقنية (VAR)، أعتقد أنه لم يتحقق أبدًا؛ فأصوات التشكيك زادت عن السابق، ولم تتغير لغة التصاريح تجاه الحكام، وهو أمر متوقع ومعروف مسبقًا؛ فهناك من مسؤولي الأندية مَن تجده دائمًا يسعى لرمي فشله على شماعة التحكيم، سواء محليًّا أو أجنبيًّا، وليس لديه أي استعداد لتحمل مسؤولية عمله السيئ. وعلى مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يضربوا بيد من حديد تجاه هذه الأصوات النشاز التي لا همَّ لها سوى التشكيك بنزاهة أي حكم، ويجب أن تكون العقوبات المالية التي تصدر من لجنة الانضباط تجاه المتطاولين على الحكم كبيرة؛ لكي تكون رادعة تجاه أي رئيس يفكر بالتشكيك في الحكام بعد المباريات؛ وذلك من أجل حماية أسياد الملاعب.