وضع قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتنسيق مع هيئة الرياضة للاستعانة بالحكم الأجنبي في المسابقات الكروية بالمملكة الحكم السعودي أمام اختبار عسير للنفس وإمكانية استعادة الهيبة والمكانة وكسب ثقة الجماهير والإعلام والأندية، ويبدو أن الهيئة والاتحاد أدركا بعد تفكير أن الضغط عليه بمستواه الحالي والذكريات غير الجيدة عنه التي رسخت في أذهان الكثير من الرياضيين أنه لابد من الاستعانة بالصافرة الأجنبية لتحقيق مكسبين؛ الأول إبعاد الضغوطات عن المنافسات وتفادي المزيد من الأخطاء، والثاني ترك الحكم السعودي يستريح بعض الوقت لمراجعة حساباته مع وضع برامج تطوير ربما تسغرق وقتاً طويلاً ولكن على الأقل يكون هناك جيل يستمد قوته من القانون والموهبة ودعم القيادة الرياضية. عن لماذا اهتزت الثقة بالحكم السعودي ومن المسؤول عن إخفاقه وفتج المجال بصورة كاملة أمام نظيره غير السعودي يقول الحكم الدولي السابق، والمحلل التحكيمي عبدالرحمن الزيد: "نحترم ونقدر قرار الاتحاد السعودي بعد التنسيق مع الهيئة العامة للرياضة عن فتح المجال للاستعانة بالحكام الأجانب طيلة الموسم الرياضي من دون عدد محدد مع تحمل هيئة الرياضة التكاليف الخاصة، ويجب علينا الانتظار وهل القرار مرتبط فقط بفترة مؤقتة؟ وإذا كان ذلك من أجل إعادة الهيكلة العامة للتحكيم المحلي فهذه خطوة جيدة، وشخصياً كنت من المتفقين مع قرار الاستعانة بثمانية أطقم حكام وليس خمسة فقط لكل فريق خصوصاً في المباريات التنافسية التي يمكن أن يديرها الحكم المحلي تحت ضغوط عدة، وواجهت معارضة من الكثيرين في مطالبتي بتواجد ثمانية أطقم أجنبية ولكن قناعتي التامة أن يكون هناك مجال لإبعاد المحليين عن بعض المباريات التي تحتاج إلى طاقم بعيد عن الأجواء التنافسية في الدوري المحلي كخيار أفضل سواء للمنافسة بين الأندية أو حتى للحكام المحليين". وأضاف: "أخشى أن يكون فتح الباب على مصراعيه لتواجد الأطقم الأجنبية في البطولات المحلية يؤثر على التحكيم المحلي دولياً لأنه لن يكون من ضمن اهتمامات الاتحادين الآسيوي والدولي بسبب أن عدم مشاركته داخلياً تقلل من فرص تواجده الخارجي ليس فقط على مستوى المنتخبات بل على مستوى بطولات الأندية، ونتمنى أن يكون القرار الجديد هو محدد لفترة مؤقتة فقد وبعد ذلك يتم إعادة النظر به لأن استمراره سيقلص من عدد الحكام المحليين في القائمة الدولية التي تضم سبعة ساحة وتسعة مساعدين، وهناك تصنيف في الفيفا يقلص عدد القائمة الدولية في الاتحادات التي يشارك بها الحكام الأجانب بنسبة كبيرة وشاهدنا ذلك رسمياً في ثلاث أو أربعة اتحادات من ضمنها اتحادات خليجية". واستطرد الزيد قائلاً: "فتح الباب على مصراعيه سيجعل الأندية تطلب حكاماً أجانب في ظل تكفل هيئة الرياضة بإحضار الأطقم، وبعد إعلان الضوابط يتضح كل شيء للشارع الرياضي، وهذا القرار جاء باعتقادي لفترة محددة فقط حتى يقف الحكم السعودي على رجليه، وسيتم في المرحلة المتبقية من الموسم الحالي تحويل حكام الدوري الممتاز ودوري الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى ودوري الثانية ودوري الناشئين والشباب وهذا يؤدي الى هبوط أداء الحكم السعودي الذي تراجع مستواه في الأعوام الستة الماضية بشكل واضح والدليل هو تواجد طاقم تحكيم سعودي واحد يشارك خارجياً بصفة دائمة". واختتم الحكم السعودي الذي شارك في نهائيات مونديال 1998 حديثه بالقول: "نتمنى أن يكون القرار بداية تخطيط وتشكيل لجنة للعمل على إعادة التحكيم السعودي من الصفر ووضع برنامج تأهيل وتأسيس أسوة بمنتخب للبراعم حتى يصل اللاعب بعد أعوام للمنتخب الأول، وهذا ليس بمستحيل بل إنه بداية مشرقة ومنهجية جديدة للعمل الضخم الذي يحتاجه التحكيم السعودي". اللاعبون يخافون من الأجنبي أكد الحكم المساعد الدولي السابق خلف البقعاوي أن الوضع الرياضي الراهن وحملة التشكيك بالحكم السعودي تتطلب وجود الحكم الأجنبي لأسباب كثيرة أبرزها هيبته لدى اللاعبين، وقال: "حتى الأخطاء التي يرتكبها وهي ذاتها التي يرتكبها الحكم المحلي لا يحتج عليها اللاعبون ولا يضخمها الإعلام ورؤساء الأندية، وإن خف كثيراً ذلك بعد مجيء تركي آل الشيخ وقراراته الحازمة، أضف إلى ذلك أن الحكم السعودي لم يطور قدراته كثيراً ومنح الجميع فرصة نقده والتقليل من قيمته في كل وقت، فضلاً عن عدم إعداده بالشكل المطلوب من اللجنة الرئيسية، وغياب شخصيته داخل الملعب بل مفقوده تماماً، ومقيمو الحكام بعضهم غير مؤهل، ناهيك عن محللي التحكيم بالقنوات فالقانون في واد وهم بواد آخر". واستطرد البقعاوي بحديثه قائلاً: "الحل الأنسب هو منح الحكم السعودي راحة بعض الوقت مع وضع برامج كما أعلن الاتحاد السعودي بالتنسيق مع الهيئة لتطويره وصنع جيل جديد يعيد ذكريات الفطاحلة السابقين في المحافل الدولية، بدلاً من بعض الأجيال التي تؤثر فيها الانتقادات والميول وما يحيط بالشارع الرياضي من منغصات يبدو أنها في طريقها إلى الزوال بعد القرارات الجديدة لرئيس هيئة الرياضة". المهنا دمر التحكيم ويقول الحكم الدولي السابق سعد الكثيري: "قرار العدد المفتوح للحكام الأجانب من أقوى وأجمل القرارات التي اتخذت لتطوير المسيرة الرياضية وسيعود نفعه على الكره السعودية وعلى الحكام السعوديين وعلى منافسات الدوري السعودي للمحترفين الذي عانى خلال الأعوام الثمانية الماضية من تدهور الأوضاع مما تسبب بفقدان الثقة بالحكم السعودي من مسؤولي الأندية والشارع الرياضي والمسؤول عن إخفاق التحكيم رئيس اللجنة عمر المهنا الذي أُعطي الفرصة لثمانية أعوام قضى خلالها على التحكيم السعودي ورماه للمجهول بعد تدمير الحكام والتحكيم السعودي بمشاركة رئيس الاتحاد السعودي السابق أحمد عيد الذي وقف معه على الرغم من كثرة المطالبين بتغيير المهنا إلا أنه واصل عناده ضد أصوات العقل وقدم له الدعم حتى ضاعت هيبة التحكيم السعودي وكان تركيز المهنا على الظهور الإعلامي وتلميع نفسه من دون حسيب ورقيب وفي النهاية خرج من اللجنة وقد استفاد، والمحصلة صفر والواجب محاسبته على الفترة الطويلة الي قضاها من دون نتيجة، ونشكر تركي آل الشيخ على قراره الشجاع والجرئ في معالجة أوضاع التحكيم بعد التركة الثقيلة وتسببه بفتح المجال للاستعانة بالحكام الأجانب طوال الموسم الحالي لمعالجة ما يمكن علاجه وحتى يتم تأهيل الحكم السعودي من جديد". نحتاج للتجديد أيد الحكم الدولي المساعد أحمد فقيهي قرار الاستعانة بأطقم حكام أجنبية في مباريات أندية الدرجة الممتازة بعدد مفتوح وقال: "يجب أن نحترم القرار خصوصاً أنه بدعم من الهيئة العامة للرياضة التي أصبحت قريبة جداً من الأمور الرياضية كافة سواء التي تهم الأندية أو الحكام وجميع ما ينطوي تحت مباريات كرة القدم في البطولات المحلية، كما يجب أن نرى القرار بصورة إيجابية حتى نتمكن من القفز من المرحلة الراهنة بخطة تطويرية للحكم السعودي في الفترة الراهنة بتواجد الحكم الأجنبي في المباريات المحلية وأتوقع أن يتم استغلال هذه الفترة بعمل قفزات تطويرية للتحكيم الذي مثله مثل أي جهة تحتاج للدعم والتجديد في كل فترة من الزمن ونتمنى أن يتم بناء جيل متجدد سعودي يكون متميزاً في المرحلة المستقبلية". وعن تواجد الحكام الدوليين في دوري الدرجة الأولى رد فقيهي بالقول: "أي مباراة سواء في الدوري الممتاز أو في دوري الأمير فيصل بن فهد للدرجة الأولى تعتبر تجربة جيدة ومواصلة لعمل الحكم الجيد الذي لن يفرق بين مشاركته في الممتاز أو الأولى، وأي حكم دولي يرغب بالتواجد في مباريات قوية في الدوري وفي النهائيات المحلية حتى يواصل بروزه وتألقه في البطولات الإقليمية والقارية المختلفة ومسؤولي هيئة الرياضة لديهم قناعة في البدء بخطوات جديدة وشخصياً أقف بصفهم وأساندهم في قراراتهم لمصلحة رياضة الوطن". الزيد: تشكيل لجنة تعمل من الصفر كفيل بعلاج السلبيات البقعاوي: «أسياد» الملاعب لم يطوروا أنفسهم والقرار صائب الكثيري: ثقة الأندية ب«المحلي» مهزوزة.. والمهنا قاده للإخفاق فقيهي: القرار فرصة لبناء جيل قادر على المشاركة العالمية