كلما فاق طمره الجنون كلما أقبل الليل آتيا أنّ للنجم أنين المجون هلت الذكرى في غربته وهوى في إشراقته أي وجدٍ أبكى مقلتيه أي نجمة سلبت مبسميه أسبلت عيناه الاثنتان وتناطفت دمعتين دمعتين في ظلام الليل ينتحب والقمر ضاوئ على نافذتيه والسويعات مريرة لا تمر والنجوم تومئ فتبرق معصماه في مدارت الشموس سطع الليل بمنكبيه وتعاكس ما بين دفتيه ساح دمع العين وكتب والمصابيح تشعل لوعتيه يلعن القتر الذي فرق النجوى وأطفأ مقلتيه وهوى النسمات يشعل قلبه يلعن الوغى بأرض الجنتين اشتعال النار من رماد اكتحال العين بين ساحلين موج أيام يقلب قاربين سارت الأقدام حافية سل سيفًا في خاصرته بقر ما بين الحاجبين صار شيئًا لم يكن ذهب المحبوب ممتطيًا صهوة خيل الغرباء وابن عم واجمٌ يتأمل في غروب الحب ومنبت مزهرية قال فلاح الأسى باكيًا رصعوه باللآلئ الوامضات وبكى الحقل وزهر الدار وساحت دمعتان لا جرس مدرسي يقرع والجرس يبتلع صاغبين سجل الزمن في صفحاته ووشى الواشي وشايتين صار مهمومًا.. عيناه حفرتان ما للعين البهية أسبلت ما للعين التي أبحرت في أفق مسدود بوردتين صاحبي والحب يشق تحت معطفيه واشتعال الشعر بالأبيضين وتسمر لسماء ساكنة علها تدر بالقتر وتخضر وجنتاه مرت الأزمان؛ كأنها لعبة الطفل يطير وبُترت قدماه ياليالي واجمات ما سر الجفا إنه القتر اللعين خضب نشوة الشعر ونزوة قبلتيه صار مبتورًا تركله الأيام صار كالنعجة بلا وجه صار شيئًا لم يكن كل شيء في عيونه الناعسة انتهى ليت شعره هل يبات ساعة تحت جفن الحب وجب الحاجبين ليت فجر الحب ما ضوى لقلبه المكسور بالخيبات والدنيا بلونين أسود وأبيض ومتى لكفة الحب أن تعلو وتنبت في صخر أصم نبته الآمال وأحلام الصبا زروع وبروق ومتى يجدب اليأس في قلبه ويترجل والبؤس قد تمكن دق أحلامه وسكن وأشعل النار في الأحشاء وتبسم وعلى الهجران ارتسم كيف للعمر أن يطول أيطول والطفل شاخ لحظة الفجر كان الحلم بطعم الزهر كان للحلم سماء والطيور لا تطير إلى منتهاها كيف صار سحابة مزقتها الرياح وتشظت كان الحلم لا يطرق في الأزقة والمدينة ترتحل صوب شاطئها كل ليلة حينما يهجع خلق الله المدينة لم تنم منذ أن تراكمت كتل الأسمنت وضجيج يطفئ صمت الآفاق والمحبون يتطايرون كالجراد الحالم بالتهام الزروع ** ** فتاح المقطري - اليمن