في تمام الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 15-1-1440 للهجرة فاضت الروح إلى بارئها {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} والموت حق لا شك في ذلك ولاريب {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ولكن العبرة فيما بعد الموت فالآخرة علمها عند ربي {فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى} أما الدنيا فيتوقف هذا على ما قدم الإنسان قبل رحيله منها بتوفيق الله وهدايته فكم ميت نسي بعد انتهاء أيام العزاء الثلاثة وفي المقابل كم ميت رحل منذ سنين مات جسداً وبقي ذكره حياً ومن أولئك الفريق عبدالعزيز بن صالح الشلهوب رحمه الله تعالى رحمة واسعة. وأنا هنا لست في معرض التأبين إنما أنا هنا أذكر نبذة مختصرة عن سيرة الراحل العملية والأسرية للعظة ليس غير {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. بالنسبة للسيرة العملية فقد عمل الراحل في سلك العسكرية لمدة تزيد عن أربعين عاماً في قطاع الحرس الوطني تدرج في الرتب العسكرية حتى بلغ رتبة فريق وولاة أمر هذه البلاد- أيدهم الله بنصر منه وتمكين - أوفياء لكل من خدم الوطن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- إلى يومنا هذا. ولقد حضرت إلى وزارة الحرس الوطني بعد تقاعد الراحل بسنوات شافعاً وسمعت عبارات الثناء والمدح للفريق المتقاعد وكأنه ما برح على رأس العمل والخلق شهود الله في أرضه. أما السيرة الأسرية فحدث ولا حرج مات والد الفريق الشلهوب - رحمهما الله تعالى - قبل ربع قرن من الزمان ولم يشعر إخوانه وأخواته واولادهم وبناتهم يوماً بفقد أبيهم ولا رحيل جدهم حيث كان الراحل للأولاد أباً وللأحفاد جداً فجزاه الله عن إخوته ذكوراً وإناثاً وعن أولادهم خير الجزاء: رحمك الله أبا ناصر وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة برحمته وهو -سبحانه وتعالى- أرحم الراحمين. لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **