كل الصُحف والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام التي اشتركت في الحملة الإعلامية المُغرضة التي تتعرض لها المملكة، أو انجرفت خلف تسارع الأخبار المُفبركة والكاذبة عن السعودية، قامت بالتراجع عن أخبارها أو حذفها من مواقعها الإلكترونية وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي أو الاعتذار عنها أكثر من مرة، فهذا السعار الإعلامي جعل مصداقية بعض وسائل الإعلام الدولية التي يفترض أنَّها مرموقة ولها تاريخ طويل على المحك, تسقط في فضائح النشر الكاذب والخاطئ بالاعتماد على مصادر مجهولة أو مزورة أو مُسيَّسة أو مُنحازة تبعاً لمصالحها أو مواقف مُموِّليها، الأحداث والحقائق أظهرت انهياراً كبيراً وتراجعاً في معايير وأخلاقيات المهنة الإعلامية . نحن لا نتحدث فقط عن الجزيرة القطرية أو وسائل الإعلام الإيرانية أو الإخوانية أو المُرتزقة التي عُرفت بأنَّها (دكاكين للإيجار) ومنصات للكذب والشتم والخداع والتزوير والتضليل، بل عن ما طال مؤسسات إعلامية عريقة لم تسلم هي الأخرى من الانزلاق والانجراف في حُمى التغطية المُنحازة والمُضلِّلة والمُتسارعة ضد السعودية بالقفز على الحقائق واستباق إعلانها، وترديد أخبار وقصص وروايات غير حقيقة، تم نسجها من الخيال ونشرت على صفحات ومواقع مجهولة لم تستند حتى على أبسط المعايير الدقيقة أو المهنية المعروفة، لتتلقفها هذه الوسائل وتعيد نشرها ثم تتراجع وتعتذر عنها أو تحذفها، ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن تكون ساهمت في تشوية صورة المملكة، وشاركت في الحملة القذرة لمُحاولة تأليب الرأي العام العالمي ضدها . نحن أمام حالة فريدة من التكالب الإعلامي القذر والمأجور، في خطأ تاريخي مُعيب ومُشين للمهنة الإعلامية لن يتم نسيانه قريباً, وسقوط مُريع للمصداقية في النشر دون تحري أو تثبت أو حتى منطق، ما يُعد تراجعاً مُخيفاً وغياباً للضمير الإعلامي الحي، إمَّا بسبب توجه مُلاك بعض هذه القنوات والمُساهمين فيها، أو نتيجة تغلغل بعض الإعلاميين المأجورين في تلك الوسائل وتلقفهم لتلك الأخبار وتوريط مؤسساتهم الإعلامية في النشر المنحاز تبعاً لمرجعياتهم وطوائفهم ووفق أجندات مُسبقة، أو أنَّ المال القذر أفسدها لتكون شريكة في حملة الزيف والكذب التي ستنقشع، وتُدرك هذه الوسائل حجم خطأها وخسارتها لاحقاً ولكن بعد فوات الأوان . وعلى دروب الخير نلتقي.