• لم تسلم المملكة العربية السعودية طوال تاريخها من سهام الإعلام الأصفر المأجور، ونعرف جميعا أن معظم هذه الحملات يعود للمواقف الثابتة والواضحة لهذه البلاد تجاه كل القضايا الإسلامية والعربية، ووقوفها الدائم والشجاع مع الحق والعدل الذي لا يروق للبعض، وأحيانا يكون الهجوم لمجرد الارتزاق الإعلامي، أو بأسباب الغيرة والحسد! هذا ما تعوّدناه، لكن الملاحظ واللافت أن حدة هذه الهجمات قد ازدادت كثيراً في الآونة الأخيرة، وازداد معها الكذب الممنهج الذي تحوَّلت معه قناة معروفة كقناة الجزيرة إلى مجرد منصة هزيلة لنشر الأكاذيب وترويج الشائعات ضد المملكة، وانتشرت خلايا الكذب والشتائم في الإنترنت، خصوصاً بعد اتحاد الشر في المنطقة (نظام الحمدين + الإخوان + إيران وأذنابها)، فما هي أسباب هذا السعار، ولماذا زادت حدته مؤخراً؟! • من المعروف أنه كلما كانت الوسيلة الإعلامية مأزومة ومختنقة وتشعر بالعجز وقلة الحيلة، قلَّت قدرتها على التعامل الموضوعي والمحايد والرصين، وازداد توجهها نحو صناعة وتزييف منتج إعلامي يخدم وجهة نظر مموليها، ويستدر التعاطف معهم.. ولاشك أن التغيرات السياسية الكبيرة التي شهدتها المنطقة، ونجاح المملكة العربية السعودية ودول المقاطعة في تقليم أظافر الإرهاب ومموليه ورعاته، قد غيّرت مفاتيح المشهد الإعلامي كلياً، وقلَّصت من تأثير قنوات (الجزيرة) ومن لف لفها من قنوات الإخوان وقنوات المال القطري ومرتزقة وسائل التواصل التي كانت تعتمد في خطابها على المبالغة والحشد والتحريض؛ كما أن انقشاع أجزاء كبيرة من غبار ما سُمِّي بالربيع العربي عن أعين الناس، كشف حقيقة هذه القنوات التحريضية، وأضعفت مصداقيتها وشعبيتها، وكشف نوايا من يقفون خلفها. • ولأن الصراخ على قدر الألم كما يقولون، فإن الصرخات الكاذبة التي يضج بها (إعلام اتحاد الشر) ضد المملكة هو الدليل الأكبر على نجاح السياسة السعودية في قصقصة أجنحة الإرهاب، وعلى الاختناق الوجودي الكبير الذي يعيشه هذا (التحالف الإرهابي)، ويعيشه معهم إعلامهم، الذي يبدو أنه قد دخل مرحلة الموت الإكلينيكي؛ وما تحوُّل هذا الإعلام إلى مجرد منصات لاختلاق الاكاذيب إلا دليل واضح على أن أسلحتهم الإعلامية القادرة على التأثير قد انتهت تماماً.. وأن ما يُحاولون بثه من عبث وأخبار مزيفة عبر «السوشيال ميديا» لم تعد تُؤثِّر في أحد، بعد أصبح الجمهور العربي واعياً، وقادراً على التمييز بين الخطاب الإعلامي الموضوعي القائم على الحجة والمعلومة، والخطاب التحريضي القائم على الأكاذيب والمبالغات، وبالتالي فإن تضخيم الأحداث وانتزاع الأخبار من سياقها، وتزييف الحقائق، لم يعد يُجدي نفعاً، أو يترك أثراً على الجمهور. • جماعة الإخوان التي أساءت للإسلام كثيراً بتسييسه، تقوم اليوم ب(تسييس الإعلام) من خلال استخدامه كأداة للكذب والترويج السياسي بعد تفريغه من معانيه الحقيقية ومن وظيفته الأسمى في نشر الحقائق ودحض الأكاذيب.