ما يحدث حولنا من حراك إعلامي ضد بلدنا أمر غير مستغرب، كثير من الأحداث والقضايا حاول أعداؤنا استغلالها للتأثير فينا، قضية الإعلامي جمال خاشقجي تندرج تحت مسلسل طويلة حلقاته للتشكيك في بلد يتطلع للمستقبل، بلد أصبح حديث وسائل الإعلام، فمع كل إشراقة شمس هناك خطوط عريضة لمشروعات وخطط قد يعتبرها البعض من الأحلام، صحيح أننا مستاءون مما يجري حولنا، وخصوصا كتدليس إعلامي يتسابق بصورة مستغربة لأي معلومة دون التحقق من صحتها، فأصبحنا نتابع ما يحدث من تراجع وحذف لأخبار وتصريحات وتغريدات أكثر من الكم المعلوماتي الذي حصل لقضية اختفاء خاشقجي. في السعودية هناك انفتاح إعلامي شعبي غير مسبوق، الكل هنا مدرك للحقائق، بل تجد أن المشاركة الشعبية الإعلامية للسعوديين تجاوزت أحيانا ومن دون مبالغات الآلة الإعلامية الرسمية، التي لا تلام في هذا الجانب بخصوص هذه القضية التي وصلت إلى مرحلة عدائية مقززة بكل ما تعنيه الكلمة ضدنا. الدبلوماسية السعودية تاريخياً لم تكن معزولة عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، كانت وما زالت سباقة لنصرة إخوانها، وهنا أتذكر تاريخيا - على سبيل المثال - الوقفة التاريخية للمملكة مع ليبيا إبان قضية لوكربي، وتسخير الإعلام والدبلوماسية لدفع أي ضرر قد يحدث للشعب الليبي جراء هذه الأزمة، وغيرها من القضايا الدولية المهمة، وهنا وبكل صراحة نجد أنفسنا وحيدين في مجابهة هذا السعار الإعلامي العدائي الذي خلفته قضية اختفاء خاشقجي، رغم أنه ومن وجهة نظرنا كمواطنين ننظر له ومن دون روتوش كخائن لبلده ومحرض عليها، مستغلا اسمه الإعلامي الذي صنعته له البلاد التي أساء إليها كثيراً. البعض يتحدث عن ضعف صوتنا الإعلامي خارجياً، ومع موافقتنا نوعاً ما لهذه المسلمة، إلا أننا نستغرب كثيرا ممن استغل هذه القضية ونفث سمومه تجاهنا، فالبنسبة لقناة الجزيرة والمرتزقة التي يعملون بها، لا يهمنا أمرها، وليس مؤثرا ما يقومون به، ولكن نستغرب انجراف كثير من وسائل الإعلام التي كنا نحترمها، خلف أخبار وقصص تعدها شركات علاقات عامة مدفوعة ضدنا، وتتناقلها دون مصداقية. حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أخيراً مع «بلومبيرج» كان رسالة واضحة للوسائل الإعلامية العالمية، خصوصا أن الشفافية والوضوح أمور أساسية في السياسة السعودية، لذلك نحن الآن أمام تحد كبير من المهم فيه وحدة صوتنا وهذا هو الأهم، وستنكشف قريباً الحقائق، وسيظهر الخاسرون ممن انجرفوا خلف لعبة إعلامية قذرة تم تحريكها للتأثير فينا، فخور بما يقدمه زملائي إعلاميا في مناكفة الأصوات الحاقدة والمدفوع لها، هي غُمة ستزيدنا - بإذن الله - لحمة وقوة، ولا يهمنا من يحاول أن يبتزنا - على سبيل المثال - بعدم مشاركته في مبادرة المستقبل التي سيقيمها صندوق الاستثمارات العامة الأسبوع المقبل؛ لأن مستقبلنا ليس مرهونا - ولله الحمد - بأي دولة أو أشخاص. Your browser does not support the video tag.