لا بد أن المتابع ذهل من شراسة الحملة الإعلامية الأخيرة على المملكة، وهي غير مسبوقة بكل المقابيس، وكان واضحاً أنها حملة ممنهجة، تم التخطيط لها منذ زمن، وتبادل الأدوار فيها أطراف عدة، شرقاً وغرباً، ومن ينظر إلى الصورة كاملة، لا بد أن يربط الأحداث ببعضها، ليستطيع الوصول لنتيجة، فالقصة بدأت، عندما فاز ترمب برئاسة أمريكا، على حساب هيلاري كلينتون، التي كانت ستواصل سياسات أوباما الناعمة تجاه الإرهاب والدول المارقة التي ترعاه، ثم جاءت الصاعقة، التي لخبطت أوراق هذه القوى، عندما قرَّر ترمب أن تكون المملكة هي محطة زيارته الخارجية الأولى، وكانت هذه ضربة كبرى لتلك القوى، التي كانت قد استغلت ضعف أوباما، فعاثت في الشرق الأوسط فساداً، وخصوصا أن أوباما أضعف العلاقات التاريخية، بين أمريكا والمملكة. منذ ذلك الحين، اشتغلت الخلايا الإعلامية، التي تموّلها قطر، لاستهداف المملكة، لعلمهم بأن عودة التحالف التاريخي، بين المملكة وأمريكا، سيقوِّض كل مخططات الشر، التي كادت أن تدمر المنطقة، سواءً التوسع الإيراني، أو مشروع الثورات العربية، التي رعتها إدارة أوباما، وموَّلتها قطر، ولم تكن تلك الخلايا الإعلامية مشرقية فقط، بل استطاعت قطر أن تشتري ذمم صحفيين غربيين، كنا نظنهم كباراً، من شاكلة ديفيد هيريس، ولما أعلن ترمب انسحابه من الاتفاق النووي، زادت هجمات هذه الخلايا على المملكة، عبر صحف الغرب اليسارية، والمواقع الإلكترونية، التي تموّلها قطر بالأصفر الرنان، وفي حين كانت خلايا قطروإيران تروّج لفكرة عزل ترمب، حقق الأخير انتصارات كبيرة، وازدادت شعبيته، بعد أن استطاع تحقيق إنجازات هائلة سياسياً واقتصادياً، وأعاد هيبة أمريكا لما قبل عهد أوباما. هناك عقوبات اقتصادية تنتظر إيران، في الرابع من نوفمبر القادم، وهناك انتخابات نصفية في السادس منه، ويطمح خصوم ترمب، اليسار داخل أمريكا، وإيرانوقطر خارجها، في أن يخسر الجمهوريون، ليضعف ترمب، وتزداد فرص عزله، ولكن بعد انتصاراته الأخيرة، تيقنوا أنه في مركز قوة، وسيطبّق العقوبات على إيران، وقد يفوز الجمهوريون مرة أخرى، مما يعني صلابة موقفه، وحينها صعّدت خلايا إيرانوقطر الهجمة على المملكة، بحكم أنها من أهم حلفاء ترمب، وتحالف معهما اليسار الغربي، الذي يمثّله الساسة الديمقراطيون، وقنوات سي ان ان، وام اس ان بي سي، وصحف الواشنطن بوست والنيويورك تايمز، والهدف هو التشويش على علاقة المملكة بأمريكا من جهة، والضغط على ترمب من جهة أخرى، على أمل أن يتراجع عن تطبيق العقوبات على إيران. والخلاصة هو أن الهجوم الشرس على المملكة، كان نتيجة تخادم، بين خلايا قطروإيران من جهة، واليسار الغربي من جهة أخرى، والمستهدف فيه هو التحالف التاريخي، بين المملكة وأمريكا، ولكنهم سيُغْلبون!