مَنْ ينتج أفلام ومقاطع (الهجولة والإقلاع) التي تؤثر على عقلية الأطفال والمراهقين, وتملأ (الإنترنت واليوتيوب)؟ هذه المقاطع تستخدم (لهجتنا العامة)، وتضع عناوين لشوارعنا ومدننا أثناء التفحيط وممارسة السلوكيات (الدرباوية) الخاطئة, وكأن هناك من يريد إلصاق هذه التهمة بشبابنا (كثقافة سائدة)، وهو أمر غير صحيح، فيه تجنٍّ كبير على الشباب السعودي الواعي, الذي يعد اليوم نموذجًا (عربيًّا وخليجيًّا) ناجحًا ومميزًا، يحتذى به لخدمة وطنه وصناعة المستقبل. أفهم أننا ابتُلينا بمسلسلات شبابية (هابطة)، تم إيقافها عبر بعض القنوات الفضائية، وأُعيد السماح لها بالظهور مرة أخرى, ما زلنا نجني أثرها السيئ على صورة الشاب السعودي مع انتشار وتداول مقاطعها وحلقاتها بفعل تأثيرها المباشر على شريحة من الفتيان ومن هم في بداية سن المراهقة من ناحية المظهر واللبس, والمشروب الخاص, والحركات غير المتوازنة, مرورًا باللغة الشوارعية واللهجة الممجوجة والمصطلحات الغريبة, وصولاً للأفكار الغريبة والمتمردة.. ولكن ما لا يمكن فهمه: مَنْ ينتج (عشرات بل مئات) المقاطع الأخرى التي تعتمد على (شيلاتنا) المحلية، والرسوم المتحركة؟ وما الهدف من ذلك؟! بل من قال إن التفحيط (هواية السعوديين الخاصة) حتى تتحدث عنها بعض الصحف الخليجية كهواية الموت, أو أن يوصف شبابنا بأنهم (درباوية)؛ لتظهر الشخصية الرثة والفوضوية غير المبالية والمتمردة دائمًا على أنها صورة الشاب السعودي؟ ربما إن تداول النكات ونشر بعض المقاطع الخاطئة والتركيز عليها - رغم أنها تحدث في كل المجتمعات - أسهم في صناعة هذه الصورة الخاطئة التي يجب التصدي لها والتخلص منها؛ لأنها لا تعكس واقع شبابنا إطلاقًا, ومن الخطأ الصمت أو غض الطرف عنها باعتبارها سلوكيات شبابية ستندثر أو تنتهي يومًا ما. الواقع إن المسألة تزداد كل يوم تعقيدًا وانتشارًا مع انتساب مجموعة جديدة من المراهقين الصغار، وإعجابهم بتلك الشخصية (المتشابهة في معظم المجتمعات)، ووضعها كنموذج أو قدوة, وخصوصًا في البيئات التعليمية. والأخطر أن تبقى تلك (المقاطع والسيرفرات) تبث أفكار الفوضى والتمرد على الأنظمة المرورية والضوابط العامة في عقول بعض مراهقينا. وعلى دروب الخير نلتقي.