شهدت السنوات الأخيرة طفرة وانتعاشاً كبير في حركة الأدب السعودي، إذ برز العديد من المؤلفات لأسماء شابة جنباً إلى جنب مع الأسماء التقليدية التي احتلت رفوف المكتبات لعقود عديدة، إلا أن الثورة القرائية سكنتْ مما أنعكس على الحركة الشرائية إما لتدني مستوى المنتج أو لتغير المزاج العام أو الانغماس بمنافذ السوشيال ميديا. لذا طغت أزمة في ساحة النشر في ظل وجود مؤلفين يسعون إلى البيع متجاوزين ذوق القارئ وذائقة المتلقي في حمى تنافسية لرفع معدلات البيع وسط فجوة بين بعض دور النشر والمطابع والمؤلفين أنفسهم تندرج تحت «حقوق المؤلف» و«خلافات العقود». في وقت شوه الساحة الأدبية أنصاف المواهب أو معدوميها الذين اقتحموا التأليف دون رقيب. في ظل مواجهة بعض الموهوبين لصعوبات في طرح أنفسهم على الساحة فرغم موهبتهم الكبيرة إلا أنهم خارج دائرة الضوء وعدم معرفة الجمهور بهم حيث محاباة بعض دور النشر لبعض الكُتاب لصداقة لمعرفة لمصالح مشتركة. لذا طرحنا عدة تساؤلات تتعلق ب: - هل دور النشر في الوقت الحاضر تخلت عن دورها الرئيسي بنشر الثقافة والمعرفة لتتوجه للربح المادي. - من المسؤول عن ثقافة الكاتب المبتدئ قبل البدء في إجراءات إصداره وهل غياب الوعي سيفقده حقوقه؟ وهل دور النشر تقوم فعلاً بدورها الأساسي؟ هل هناك فجوة بين المؤلفين ومعارض الكتاب خاصةً الأخيرة لما طرحته من مؤلفات لاقت انتقاداً واسعاً؟ - هل الرقابة أمر جائز؟ أم حجب للحريات؟ - هل هناك توازن بالكم والكيف في المنتجات الأدبية؟ - كيف هو المشهد الثقافي من خلال هذا الزخم الكبير للكتب الشبابية ما بين روايات ونصوص. من خلال تجربتي بإصدار الأول «امرأة من نجد» واطلاعي على المشهد الثقافي وتجارب عدة لكُتاب سواء نصوص أو روايات من عدة دور للنشر هناك من له تجارب بسيطة وهناك من تكون أول تجربة أصبحنا ندعم بعض و نثّقف بعضنا بعض ونُرشد بعض إلى عدة أمور نجهلها أصبحنا شموع نُضئ النور للبقية. هذا التقرير يضم تنوع ثقافي جميل مابين كُتاب، مؤلفين، روائيين، لمهتمين بالشأن الثقافي قد أثروا التقرير عبر وجهات نظر متنوعة وأطروحات للمنتج الأدبي. الكاتبة الشابة نسيم منور ترى أن دور النشر هدفها بالمقام الأول ربحي لذا هي تتجه للأسماء التي تستطيع أن تعطيها وهجاً وربحاً مادياً، فالكُتاب المبتدئون ليسوا هدفاً لدور النشر لذا لا يوجد اهتمام بإصدارتهم ومنحهم المساحة الكاملة من الدعاية. كما ترى أنه من الطبيعي أن يكون هناك تفاوت في القيمة الأدبية للإصدارات؛ فليس الجميع يمتلكون نفس الموهبة وليس الجميع يستحق النشر ولكن ما دام حق النشر مُتاحاً للجميع فالقارئ هو من سيحدد الجيد من الرديء. وعن هل ترى أن هناك فجوة بين المؤلفين ومعارض الكتاب خصوصاً أن المعارض الأخيرة طرحت مؤلفات لاقت انتقاداً واسعاً. وتقول نسيم إن معارض الكتاب ليس لها دخل في تنظيم الدار لإصداراتها من يتحمّل الفجوة هي الدار كما ترى أن وزارة الإعلام تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، حيث يجب عليها لا تمنح حق الفسح إلا للمحتوى المتميز والمستحق، وعن مقص الرقابة هل تراه سبباً لقلة الإقبال على دور النشر المحلية، تظن أن مقص الرقيب يعتمد على مزاجية الموظف فالآن سقف حرية الرأي عال جداً وما كان ممنوعاً أصبح متوفراً في معارض الكتب. عيد جريس كاتب ومهتم بالشأن الثقافي الإعلامي يعتقد أن كثيراً من دور النشر في الوقت الحاضر تخلت عن دورها الأساسي وهو نشر الثقافة والمعرفة في المجتمع وبات بالغالب الهدف مادي بحت وخاصةً الدور التي ظهرت حديثاً ويرى أن هناك دوراً صنعت علاقة وثيقة مع بعض الكُتّاب المؤثرين كفكر وكعدد مبيعات في ساحة النشر لدرجة أن الكاتب يبعث بإصداره دون السؤال عن العقد وتفاصيله لوجود الثقة بينهم فتحرص الدار على نشر الكتاب وإظهاره من ناحية الإخراج والطباعة واختيار الموزع والمعلن الجيد لتسويق الكتاب فمبيعات الكاتب والمواضيع الرائجة لدى القراء أصبح مرحباً بها لدى دور النشر. وعن غياب الوعي بحقوق الكُتّاب مما تسبب بضياع وإهمال حقوقهم يرى أن هناك استعجالاً من الكُتّاب الجدد بالنشر لا يهتمون كثيراً بمعرفة حقوقهم وحفظها وربما يهملونها عمداً بسبب التعقيدات وتأخر النشر والذي قد يمتد لشهور، بل كثير منهم يلجأ إلى الطباعة والنشر والتوزيع على حسابه وأن كلفه ذلك. وعن تقييمه للمشهد الثقافي من خلال الزخم الكبير للكتب الشبابية سواء نص أو رواية، فهو يرى أن السنوات الأخيرة شهدت موجة نشر كبيرة ولاسيما الكتب الروائية يفتقد كثير منها للأسس الفنية والإبداعية وفي تصوره أن بعد صدور رواية بنات الرياض وما صاحبها من ضجة إعلامية ساهمت في شهرة الرواية ومؤلفتها قد دفعت الكثير من الشباب لخوض هذه التجربة ولكنها تجربة محفوفة بالمخاطر خاصةً للمؤلفين الجُدد وربما تجاوزها البعض ممن استعان بدور نشر عربية رحبت به لأن قصته تدور حول المجتمع السعودي بجرأة فالهدف مادي بحت لهذه الدور بصرف النظر عن المضمون وقيمته الأدبية ويعتقد أن وسائل التواصل ساهمت بدور وسائل الإعلان سواء لدور النشر أو المؤلفين وبذلك تكون ساهمت بالشهرة التي يسعى لها المؤلف الشاب والفائدة المادية التي تسعى لها دور النشر. ولا يخفى على أن البعض من الجيل الحالي يسعى من خلال إصدار كتاب مواكبة الموجة ونيل حظ في الجانب الأدبي رغم عدم وجود رصيد أدبي سابق. أما بعض دور النشر فتسعى للاستفادة من شهرته في وسائل التواصل لتحقيق عائد مادي جيد دون أهمية للقيمة الأدبية للإصدار. وعن المسؤول عن ثقافة الكاتب قبل البدء بإجراءات إصداره الأول يرى أن على الكاتب أن يبني نفسه على قاعدة صلبه من الثقافة والمعرفة وأن يكون ملماً ومحيطاً بالموضوع الذي يكتب حوله لأن القارئ أصبح أكثر وعياً وإدراكاً وربما من تصفح سريع للكتاب يدرك المتصفح قيمته وأهمية محتواه وقد ينصرف عنه وعن الكاتب مستقبلاً أن اكتشف تدني مستوى الكتاب، وعلى الكاتب أن يبحث بنفسه عن مختلف الطرق التي تعينه على النشر وحفظ حقوقه ككاتب وأن لا يستعجل النشر حتى لا يُستغل هذا الحماس من قبل دور النشر فتملي على شروطها فتجبره على توقيع العقد والذي لا يكون في مصلحته وعلى الكاتب بعد استكمال إجراءات الفسح أن يمر على أكثر من دار للنشر والتوزيع والطباعة لمعرفة حقوقه وأسلوب إخراج الكتاب وتوزيعه. الكاتبة الشابة أفنان عايد ترى أن المحاباة موجودة من قبل دور النشر مع بعض المؤلفين نتيجة اعتمادهم على الناحية المادية فقط، وعن التوازن بين الكم والكيف في المنتجات الأدبية تقول إنه لا يوجد توازن. وعن رأيها في الفجوة بين المؤلفين ومعارض الكتاب وخصوصاً أن المعارض الأخيرة طرحت مؤلفات لاقت انتقاداً واسعاً ذكرت أن معارض الكتاب هي واجهة للبيع وكل ما يعرض فيها يمثّل الكاتب ويعتمد الأمر لاحقاً على اشتراطات معارض الكتاب إذا الكتاب مناسب لهم أم لا؟ وعن مقص الرقابة كونه قد يكون سبباً في قلة الإقبال على دور النشر المحلية، تقول قد يكون ذلك سبباً للتوجه لدور النشر العربية والرقابة عموماً موجودة في كل مكان باختلاف درجاتها. عبده الأسمري صحافي وكاتب ومؤلف وروائي سعودي عن قيام دور النشر بدورها الأساسي ما بعد نشر الكتاب يرى أن هناك من يلتزم وأخرى عكس ذلك، وأن المسألة تتعلق بالدّور التي تبرم عقوداً بين المؤلف والدار وفي ذلك ضمان لحق الطرفين ويضيف أن هناك دور نشر تساند المؤلف وتضيف إلى اسمه والعكس صحيح. وعن غياب الوعي بحقوق الكتّاب مما يسبب ضياع الطريق لبعضهم وإهمال حقوقهم يقول نعم بعض المطابع و خصوصاً الخاصة التي يتم التعاقد معها وفق اتفاقيات «غير مضمونة» قد تهمل في إعطاء المؤلف حقه من خلال ضياع النسبة وعدم معرفة المؤلف بالكتب المباعة أو طريقتها ويرى أن تكون هناك آلية واضحة للتعامل في هذه الجزئية مما يضمن الحقوق كما يوجه نصيحة للمؤلفين بالتوجه إلى دور النشر العريقة والمعروفة، لأن الهدف من نشر الكتاب النفع والفائدة وهناك مطابع لا تعي هذه النقطة، بل تظل تبحث عن الكسب وحسب. وتقييمه للمشهد الثقافي من خلال هذا الزخم الكبير للكتب الشبابية سوء نص أو رواية ذكر أنه كتب أكثر من مقال في ذلك. وقد وجه اللوم والنقد إلى بعض دور النشر والمطابع التي تبنت إصدار منتجات أدبية للأسف لا تسمو ولا ترتقي إلى «كينونة» الكتاب و«كيان» المنتج المعرفي، وقد شاهدنا ما كان في معرض الكتاب الأخير بالرياض من عرض ما أسموه «كتباً» وهو في النهاية «سوالف مجالس» أو «تهريج في كشتات البر» وكانت الأسماء المنتجة لا تنتمي إلى الأدب أبداً مما عكس سلبيات متعددة وتسبب تلويث «المشهد الثقافي» بمؤلفات لا تعدو تدوين شخصي وبعثرات ذاتية يجب أن تبقى في «جيب» صاحبها حتى إنه من السوء أن يظهرها لأصدقائه. كما أن هناك نقطة أخرى تتعلّق بكم كبير من الروايات الحديثة التي تجاوزت في إعدادها المفترض وتخطت أسوار المنطق واعتلت فوق حاجز المألوف وتعدت منتجات الشعر والقصة والكتب العلمية.. فالكل أصبح روائياً وروائية وهذه أيضاً وضعت خطوطاً سوداء في بياض الأدب الروائي الكبير الذي كانت منتجاته المنتقاة والعميقة تصل إلى العالم وتأسر الأدباء في كل الاتجاهات فكيف بالمُتلقي العادي أو القارئ العام، لذا فأن العدد المهول للروايات يعكس أزمة شهرة عميقة وأيضاً إصدار أنتاج لا يتوافق مع تاريخنا الثقافي ، وأملنا الأدبي المستقبلي في منتجات تُنافس الآخرين وتقتنص الجوائز والتكريم من كل الأرجاء، ويجب على دور النشر أن تعي بذلك وأن لا تستقبل الروايات الساذجة والهزيلة أو تلك العابرة كتجربة شخصية وتفتقد لأقل أدوات الإنتاج الروائي ويجب أن يكون هناك تقنين في هذا الإنتاج عموماً وكذلك فيما يتعلق بالفنون الأدبية أو العلمية الأخرى، ومن المهم أن تكون هناك لجان للنقد والدراسة في معارض الكتاب لتضع النقط على الحروف بشأن هذه المنتجات حتى نصل إلى الاحترافية في الإنتاج والتلقي. وعن غياب الوعي بحقوق الكاتب مما تسبب بضياع وإهمال لحقوقهم، يذكر أنه يجب أن يكون لدى المؤلف والمؤلفة وعي كامل فيما يخص مؤلفاتهم وأن يكون ذلك عبر عقود تضمن الحقوق للطرفين بعيداً عن الوعود الشخصية التي قد تسبب الخلافات وتضييع الحق. أما المسؤول عن ثقافة الكاتب قبل البدء بإجراءات إصداره الأول يرى أن الكاتب مسؤول عن تثقيف ذاته فلو كان هذا المؤلف متابعاً ومراقباً للكتب شغوفاً بالمعرفة منجذباً إلى الأدب واضعاً له أهداف تتوافق مع مجتمع وشرائح مستفيدة لوصل إلى الرضا النفسي والتصالح الشخصي مع نفسه والقرار السليم المتجه ببوصلته الخاصة إلى حيث « المهنية «فالتأليف» أمانة «والإنتاج «مسؤولية» يجب أن يضع له خطته المتكاملة قبل الإصدار ولا ضير بعدها في أن يستشير الآخرين ممن سبقوه في هذا المجال ليستأنس بآرائهم ويضم أصواتهم إلى صوته وليفكر بصوت مسموع. الكاتب عمر الشهري يرى أن هناك محاباة من قبل دور النشر «التجارية» لا يخفى على الجميع لاسيما المختصين في القراءة والتأليف وهذا ما يعتبره سببا ً من أسباب عزوف البعض عن القراءة فموجة الكتب التجارية المفتقرة للقيمة الثقافية العالية في القيمة السوقية هي من أفسدت المجتمع الأدبي، وامتداداً لذلك أفتقد المنتج الأدبي إلى التوازن بين الكم والكيف، لاختلال الميزان الذي رجحته بعض دور النشر «التجارية» إلى نشر تجاري بحت. وعن الفجوة بين المؤلفين ومعارض الكتاب فيقول لا شك أن معارض الكتاب تطول بفائدتها الجميع من قارئ صغير حتى قارئ نهم إلى المؤلفين باختلاف أقلامهم، وتُخلق هذه الفجوة خلال أو بعد نشره لإصداره الأول فهو بمثابة إصدار حساس يبني عليه اسمه عليه أن يكون على قدر المسؤولية الثقافية التي خولته لأن يكون ضمن مجموعة المؤلفات القّيمة التراثية. وعن مقص الرقابة فيما إذا كان سبباً لقلة الإقبال على دور النشر المحلية يقول أن هناك آداباً يجب أن تراعى وخطوط يجب الوقوف عندها وما عدا ذلك يبقى وجهة نظر تؤخذ أو ترد ويرى أن تقييد القلم يجفف حبره. الإعلامية هالة الناصر رئيس تحرير مجلة روتانا سابقاً عن دور دوّر النشر في المشهد الثقافي ذكرت أن دور النشر للأسف لا تسعى لصنع مشهد ثقافي حقيقي بعيداً عن التجارة حتى دور النشر التي كانت تقوم بهذا الدور ولا تضع اسمها على كتاب يستحق قراءته وثمنه انجرفت خلف مطالب السوق، كما أكدت أنه يؤسفها أن تقول بأعلى صوتها لا توجد دور نشر تقوم بدورها والوضع سيئ جداً ساهم في الوضع الاقتصادي ودخول الكتاب الرقمي على الخط. وعن غياب الوعي بحقوق الكاتب ذكرت أنه لا يوجد جهة معنية تمنحهم حقوقهم غير الاعتماد على ضمير صاحب دار النشر ومهما كنت واعياً بحقوقك ككاتب لا تستطيع إثباتها عن طريق آخر غير دور النشر وعندما يكون خصمك هو الحكم فحقوقك في مهب الريح. وعن تقييمها للمشهد الثقافي من خلال هذا الزخم من الكتب الروائية أو النصوص ذكرت أنه يصعب التقييم في ظل هذه الضوضاء الثقافية مع ملاحظة أن دخول منصات العالم الرقمية غيّر المشهد الثقافي تماماً وجعلته في مرحلة عنق زجاجة إما أن يهوي أو ترتفع أسهمه، الزمن كفيل بفرز الغث والسمين، الثقافة هي ذاتها ولكن اختلاف الوسائل سيؤثر عليها. وعن ثقافة الكاتب قبل البدء بإجراءات إصداره الأول ذكرت أن ثقافة الكاتب أو الإنسان بشكل عام ليس أحداً مسؤولاً عنها فلا يستطيع أحد أن يجعل من أحد إنساناً مثقفاً والكتاب مهم في حياة كل إنسان، فحياتك قبل الكتاب تختلف عن حياتك بعده. الكاتب حمد القاضي بدأ حديثه عن الأوطان وأنه لا تبنى مدنيتها على المكونات المالية أو المادية فقط من طرق وعمائر شاهقة حيث لا بد أن يتزامن مع المدنية المادية مكونات روحية وثقافية ومعرفية وإنسانية وقيمية، هنا يأتي دور الكتاب أو بالأحرى الثقافة بشكل عام سوء الرقمية أو المقروءة وعلى وجه الخصوص تحديداً الكتاب بوصفه أيقونة الثقافة المعرفية على الأقل إلى وقتنا الحاضر أو السنوات القادمة، حيث يرى أنه لا تقاطع بين الثقافة المقروءة والرقمية بمعنى أن الإنسان يقرأ ويتواصل مع المعرفة عن أي طريق يريده سواء الكتاب المقروء أو النت وكافة منصاته وأطيافه. الكاتب حقيقة يعاني أولاً من توفر الأفكار التي من خلالها يكتب المقالات والمواضيع ثم يصدر الكتاب سواء رواية أو ديوان شعر أو كتاب تأملي أو فلسفي أو أي طيف من أطياف الكتب، ثم عندما تتكون لديه هذه الأفكار والرؤى هنا تأتي صياغتها بأسلوب الكاتب نفسه، ثم يكون مسودة الكتاب مشروع هنا هي المعاناة الأولى والمهمة تأتي بعد ذلك المعاناة الأخرى للكاتب وهي من تجربة اختيار دار النشر التي تطبع هذا الكتاب بالطريقة التي تليق به وترقى لطموح الكاتب الذي أجهد نفسه ورهن وقته وفكره من أجل هذه الموضوعات في الكتاب. ويرى الكاتب أنه من الصعب تحميل دور النشر كل المسؤولية والتبعات، حيث يرى أنه بهذا الوقت تحديداً لا تحقق الأرباح المطلوبة من الكتاب بعد منافسة وسائل الاتصال الحديثة وهي حقيقة منافسة شرسة، الكتاب كان قبل عقد من الزمن كان يطبع بعشرات الآلاف للكتب الجيدة والمقروءة والإبداعية لمؤلفون كُثر ومبدعون وشعراء وفي نموذجنا السعودي نتحدث عن غازي القصيبي - رحمه الله - كيف تطبع كتبه حتى الآن بالآلاف سواء كتبه النثرية أو الشعرية من هنا دور النشر عندما لا تقدم المغريات للكاتب هنا نعذرها لأنها لا تجد التسويق الجيد للكتاب وبالتالي على أي مؤلف يعطي دار نشر أو حتى يطبع في مطبعة في نظري لا يفكر بالربح المادي، وأقول ذلك من تجربتي وقد ألفت عدداً من الكتب ولكنها للجمعيات الخيرية، ومع هذا لا يأتي الدخل الكبير ليست لي ولا لدور النشر أما المطبعة فأخذت حقها وافياً. وقال أنا سأختزل رأيي في موضوع الكُتّاب ودور النشر وحقوق الكُتاب بعد النشر وبعد أن تتولى دور النشر طباعة كتبهم وهي دعوةً سبق أن ناديت بها عبر مقالاتي وأذكر أيضاً عبر مجلس الشورى قدمت توصية عندما وصلنا تقرير وزارة الإعلام والثقافة وطرحته بتويتر وبأكثر من لقاء تلفزيوني وفي تقديري هي الحل الوحيد لتشجيع الكتاب والكُتاب هي الطريق الجميل والفاعل لنشر الثقافة السعودية والكتاب السعودي وهي إقامة دار نشر حكومية تُدعم من الوزارة المعنية ويأتي المؤلف بكتابه لهذه الدار وهي تتولى طباعته مجاناً، تشتري الحقوق وتعطيه المكافأة حسب الكتاب وقيمته ثم تتولى تسويقه وهذا هو المهم جداً. في تقديري لو وجدت دار النشر الحكومية الكبيرة والتي يكون لها فروع بكافة المناطق هنا سنجد كتابنا السعودي ينتشر وثقافتنا يعرفها الآخر ونجد الكاتب أو الكاتبة لديهم الحافز للمزيد من العطاء الفكري والثقافي والشعري.