تمثل مباريات الكبار في الدوريات الكروية (رأس سنام) المسابقات وقمة لقاءات الفرق الرياضية ونخبة المواجهات الجماهيرية أيا كانت المسابقة والمناسبة التي يلتقي فيها الكبار، سواء أكانت منافسات المدينة الواحدة وما يعرف ب (الديربي) أم المواجهة الأكبرعلى مستوى الوطن وما يطلق عليه الكلاسيكو. الكلاسيكو على وجه الخصوص يعد (مقياسا) لقوة الفرق الكبيرة، وجماهيرية المباريات التنافسية و(واجهة) لمستوى الأداء والمنافسة، ولذلك فهي دائما لها نظرة مختلفة ومتابعة واسعة واهتمام منقطع النظير، وتحظى بالتنظيم العالي والحرص الكبير على نجاحها من قبل المنظم وكل الأجهزة والجهات التي لها علاقة بالرياضة وبطولات كرة القدم، وعادة توضع مباريات الكلاسيكو في قالب خاص ويخصص لها يوم منفصل تقام فيه بعيدا عن (زحمة المباريات) الأخرى، ولا يترك مجال لمباريات أخرى لتزاحمها، وذلك لقوتها وخصوصيتها، ومن أجل (تفريغ) الجماهيرالرياضية لها ولمتابعتها، ومن أجل تسليط كل الأضواء عليها ومنحها القدر الأكبر من الأبعاد المختلفة التي تأخذ من الرياضة وتأخذ منها الرياضة. حتى على مستوى الجماهير الرياضية، يحرص جمهور كل فريق على كسب مباريات الكلاسيكو ومواجهات الديربي (حرصا شديدا) بغض النظر عن مواقع الفرق ونتائجها، فالفريق المتصدر والمحقق للبطولة يعد الفوز فيها تأكيدا على تفوقه وتقدمه وسيطرته، والفرق الخاسرة البعيدة عن اللقب والبطولة تعد الفوز (تعويضا) لها وتضميدا لجراحاتها ومواساة لتخلفها وتواضع نتائجها، ولذلك تحرص الجماهير (الواعية) على مثل هذه المباريات واستمرارها بعيدا عن نتائجها للأهمية البالغة التي تمثلها وتأثيرها على مستقبل الفريق للفائز والخاسر.. وفي كرتنا السعودبة نحن بحاجة إلى أن نولي مباريات الديربي والكلاسيكو مزيدا من (الأهمية) التي تستحقها، وأن نضعها في المكانة والموقع المناسبين، وأن نحرص على وضع اعتبار لها وفرضها كمباريات (القمة) للكرة السعودية، وذلك أمر يفترض أن يبدأ من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولجنة المسابقات على وجه التحديد، المسؤولة عن (برمجة) المباريات.. فأيا كان النظام المعمول والمأخوذ به عند وضع جدول الدوري، سواء بطريقة عقارب الساعة أو العكس، أو غير ذلك، فإن مباريات الكلاسيكو والديربي (مباريات القمة) يجب أن تستثنى، فليس بالضرورة أن توضع مباريات الديربي وسط الأسابيع (المحشورة) وليس (واجبا) أن توضع مباريات الكلاسيكو في الأسبوع الأخير الذي تقام فيه المباريات في توقيت واحد، من الممكن بل من الواجب (أن نحترم) مباريات المواجهات الكبيرة التي تقدم صورة الكرة السعودية واللاعب السعودي والدوري السعودي، فيكون لها (نظام) خاص يتناسب وواقعها وأهميتها وانعكاساتها الكبيرة على الكرة السعودية أداء ومستوى، وحضورا وإعلاما وجماهيرية وتسويقا واستثمارا، ويساهم ذلك أيضا في جعلها تقام في أجواء (رياضية) حقيقية ومنافسة كروية خالصة. شفرة من يُسمِعك الكلام المعسول يطعِمك بملعقة فارغة