منذ تعرض العراق منذ سنوات إلى فتن طائفية، أتت على مقومات الأرض، وسلبت الشعب العراقي سبل الحرية والأمن مرورًا بأزمات طاحنة، لا يزال فتيلها مشتعلاً في دول المغرب العربي، وخصوصًا تونس والجزائر، وحرب مليشيات منظمة في لبنان، مع فوضى عارمة في دول إفريقية، وتجهيز محكم لفوضى أزلية في اليمن، انتهت بتكوين وتشكيل وتجنيد مليشيات الحوثي.. فقد اختل الأمن العربي والدولي كثيرًا في بلدان عدة. ولو نظرنا إلى الدوافع والأسباب الحقيقية لهذه الأزمات لوجدنا أن نظام الملالي في إيران قد لعب دوره السري في سنوات خلت من خلال صرف الأموال، وتجنيد المليشيات، ودعم الجماعات الإرهابية، واحتواء العملاء السريين من بلدانهم في كل هذه الدول وغيرها. بدأت حرب قوات التحالف مع الحوثيين في اليمن؛ فكشفت اللثام عن مخططات النظام الإيراني في بسط نفوذه، ومد سلطة الطائفية المقيتة إلى جذور الشعوب؛ الأمر الذي كشف المخطط الكبير الممتد لنظام الملالي في العراق والمغرب العربي ولبنان وغيرها، حتى أن خلاياه السرية وصلت إلى دول أوروبية لدعم الإرهاب في إثارة الفتن، وقلب موازين الأمن في بلدان عدة. امتهن النظام الإيراني تجميع المارقين والخارجين عن الأنظمة والبائعين لذممهم ووطنيتهم، وثم شراءهم بالمال، والزج بهم في مواقع القتال لنشر الدمار بكل صوره. في اليمن وإفريقيا توغل عملاء إيران للبحث عن مخابئ سرية ومجمعات للتدريب، وتم مد الحوثيين بشحنات كبيرة من الأسلحة والذخائر والصواريخ، كان من أهمها الصواريخ الباليستية التي أطلقتها مليشيا الحوثي - ولا تزال - نحو السعودية، وتم الكشف أنها من ضمن دعم إيران للحوثيين في اليمن، ومساندة جماعات دموية في عدد من الدول مستغلة الاضطرابات التي تشهدها مقاعد الرئاسة، وصفيح الانتخابات والثورات الساخن، إضافة إلى انقسامات الدول والشعوب إلى تكتلات وأحزاب؛ وهو ما مهد الطريق أمام إيران لدعم هذه الجماعات المارقة، واستغلال الأزمات في بسط نفوذها، والسير قُدمًا إلى تحقيق أهدافها، وتنفيذ خططها السرية في حكم الإمامة، وتوظيف مصالحها الشخصية. ورغم استماتة إيران وعتاولة الطائفية فيها والمحرضين لهذا التخبط السياسي والفوضى الدولية فإن الاقتصاد الإيراني قد انهار بشكل سريع جدًّا، وأضحى في عزلة دولية كبرى من جراء العقوبات المفروضة، وكذلك معرفة المجتمع الدولي للوجه الحقيقي لنظام الملالي، وابتعاد الحكومات المجاورة عن التعامل مع دولة يقوم صنَّاع القرار فيها ببث الفتن، وإثارة الفوضى القادمة. يجب أن تعي الشعوب قبل الحكومات هذا التخطيط الذي بات مكشوفًا أمام الجميع، وأن تتقي شر النظام الإيراني الذي يوجد من خلال عملائه وخلاياه السرية بينهم لبث الفرقة ونشر الخراب. أما إيران فقد بدأ فيها العد التنازلي منذ عام وأكثر لفشل واندحار نظام الملالي، ولا يزال هناك المزيد من الخسائر المتوقعة بانتظار النظام وأتباعه.