رحلت أبا حسن وتركت خلفك عناوين قابلة للضياع.. قبل فترة كان هناك لقاء وحياة جديدة اليوم هنا وداع وأيضاً حياة جديدة.. مازالت الحياة تخبرنا أننا نستعيد صداقات جديدة.. نستطيع أن نتباهى بعيون متسعة للخريف ولا نبالي.. ننجح في رسم لوحة أطلق عليها اسم غصن التوت لكن بلا ألوان.. رحمك الله ورحم الله امرأة أنجبتك.. وحملت البساتين على كتفيها وأسمعتنا صوت خرير الساقي وأسقتنا اللبن وأطعمتنا خبز التنور.. وأهدتنا الأرز والصنوبر.. تغيب ولا تغيب..نسكت أم نبكي ونصرخ.. تخبرني حنجرتي أن أشد الألم هو رجفة الشفاة قبل البكاء.. جربتها وسمعتها مع الدعوات هناك.. كانوا حول قبرك صفا وكأنهم جنود.. كانت الدعوات كالمصابيح ترسل للسماء وبلا حدود.. بعدك لم نفقد السقف.. لكننا سنذكرك إذا جلسنا في العراء.. ذلك المكان الذي كل فترة يفقد من أعمدته عمود.. اللهم احفظه واجعله شامخا بأهله وأحفاده.. هناك حيث نتنفس النسيم.. ونسبح في بياض قلوبهم.. نبحث عن ملكية الذكريات فلا وجود للغطرسة والشكليات.. علنا نجد مثلك.. دون جدوى.. يذكرنا للصلاة والذكر.. هذا ينقصنا لأن مردنا للقبر.. تحث على السنة والفروض.. لا تسمح بالغلط وتذود عن العروض.. كنت صديقا للحياة...صديقا للسنابل في وقت كان كلام الحق صاحبه صديقا للسلاسل.. كنت صديقا للكل.. أبناؤك وأصدقاؤك حتى أنا والبلابل... في ليلة الزفاف طلبت قصيدة أذكر أنها عن الأحباب.. سالت نفسي هل للحب عمر.. الآن عرفت أن آخر العمر تراب في تراب دعني أخبرك من سيفتقدك.. السنابل والأشجار والغصن الأخضر.. العصافير والساقي.. الحيالة لها الفقد الأكبر.. الكل راحل.. الضعفاء والأقوياء أيضا يرحلون.. الكل سيحاسب.. أسأل الله لك الجنة حيث الفواكه والطيور ونهر من عسل وآخر من لبن.. وخاطر من ربك مجبور.. لن نفقدك فهناك منارات كمنار الأرض يدعون لك دائما.. ويحملون من صفاتك التي زرعتها بهم.. نم مرتاحا واطمئن.. فلك دعاء وذكرى وقليل من عطرك وصورتك.. ودعوات مازالت مستمرة وستستمر..من كل أحبابك وأنا أولهم.. إلى جنة الخلد صالح بن حسن الدهيمان ارحل واتركنا نتصارع مع الفتن.. ** **