القدرة على إدارة الوقت بالطريقة الصحيحة تُشكِّل اليوم في حياتنا «الفارق» بين التجارب الناجحة وغيرها, هناك من يتساهل في عدم إنجاز المهام اليومية في وقتها المحدَّد, باعتبار أنَّ التأخير لن يُغيِّر كثيراً, بينما من تذوَّقوا طعم النجاح يعرفون جيداً قيمة الدقائق والثواني من عمر الزمن في إحداث التغيير نحو الأفضل, ويوقنون بأنَّ إنجاز المهام في وقتها المُحدَّد يقود إلى مزيد من التطور والتقدم والرُّقي والنجاح في حياتهم, داء التسويف والتأجيل من الأدوات القاتلة للهمِّة والتي تقف في وجه تحقيق الأهداف, ومن أكبر مُعضلات نجاح الكثيرين من حولنا, خصوصاً لناحية تأجيل القيام بالأعمال والمهام والواجبات -بلا أسباب- وجيهة. حُجج كثيرة قد يسُوقها الناس لأنفسهم, ومُبرِّرات يُقدمونها بأنَّ الوقت ما زال مُبكراً لإنجاز المهام والواجبات المطلوبة منهم, من الصعب الاعتراف بأنَّ «الكسل والتكاسل المُصطنع «هما سيدا الموقف عند الكثيرين, في عصر التقنية والسرعة ظهرت مُغريات جديدة مع تغير المُسبِّبات, حتى أنَّ حمل الهواتف الذكية والانشغال بتصفُّح المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وإشعاراتها, بات تهمة ومُعضلة أخرى تتسبَّب في ضياع المزيد من الأوقات وإهدار الفُرص, الوصفات والحلول التي يمكن تقديمها هنا كثيرة و مُتشابهة, ولكنَّ خارطة «ابدأ بالأهم ولو كان صعباً» التي قدمها «برايان ترايسي» في كتابة, تبدو فعَّالة أكثر من غيرها في كيفية توزيع الجهد والنشاط لتحقيق الأهداف تبعاً لقاعدة 20/80, إضافة إلى ضرورة التخطيط قبل البدء في التنفيذ, ووضع مراحل مُقسَّمة لتحقيق الأهداف, والأهم دائماً عدم التوقف في مُنتصف الطريق, لأنَّ العودة ستُكلف جهداً مُضاعفاً. استثمار الوقت والجهد في تربية الأطفال دون سن المدرسة على «كيفية إدارة الوقت» بالشكل الصحيح, هو مفتاح وسر التطوير المنتظر الذي ننشده في حياتهم, فالأمر يتطلب العمل مُبكراً لإدخال هذه الثقافة في تربيتهم, وتعوِّيدهم على قيمة الإنجاز بفضل اغتنام الفُرص الوقتية المحدَّدة بالشكل الصحيح, بما يتناسب مع أعمارهم وطريقة تفكيرهم. وعلى دروب الخير نلتقي.