الحياة الإيجابية تتطلب اكتساب عادة إنجاز المهام وفق أولوياها أو واجب الوقت، لكن عندما يصبح التأجيل أو التسويف جزءا من نمط حياتك، وعادة متبعة في معظم أعمالك، فستكون عواقبه الشعور بالضغوط وتراكم الأعمال وحصد الإحباط. والتسويف ليس مجرد تأجيل الأعمال والمهام إلى وقت لاحق، إلا إذا كان لتأجيل السلوك نتائج سلبية على حياة الفرد والمؤسسة. أو إذا ترتب على هذا التأجيل عدم إنجاز للمهام، في الوقت المحدد بلا سبب موضوعي من مرض أو سفر أو غيره. يقول الحسن البصري -رحمه الله-: (إيَّاك والتسويف، فإنّك بيومك ولست بغدك، فإن يكن غداً لك فكن في غدٍ كما كنت في اليوم، وإن لم يكن لك غدٌ لم تندم على ما فرَّطت في اليوم). ويشير كل من جاك ماجوير وليندا سابادين «L. Sapadin, J. Maguire» في كتابهما «It's About Time» إلى أن هناك ستة أنواع من أنماط التسويف، هذه الأنماط هي: الساعي إلى الكمال، القَلِق، الحالم، صانع الأزمات، المُتَحدي، والمكرر لأفعاله. وقد يقع التسويف في الواجبات الشرعية مثل تأجيل التوبة أو تأخير الصلاة عن مواقيتها بغير عذر، أو التسويف الأكاديمي للمهام والاستعداد الاختبارات، أو التسويف المهني بتأجيل تنفيذ المهام الوظيفية ذات الصلة بالمؤسسة. عندما تكتسب عادة الإنجاز لعملك في وقته الواجب فسوف تدهشك النتائج من نجاح وكفاءة، وقوة وشعور بالرضا. وللتخلص من عادة التسويف واكتساب عادة الإنجاز في الوقت الواجب إليك هذه الإرشادات: 1- استحضر شعورك بقيمة إنجاز عملك في وقته وهذه خطوة في منتهى الاهمية لأنها ترفع من التحفيز. 2– أعد قائمة بالأولويات تجنباً للتعارض وتحقيقاً للتوازن. حيث يبدأ بالمهام ذات الأهمية والأولوية وطور عادة تدوين خطة على الورق لإنجاز المهام في أوقات محددة. 3- ابدأ فوراً، اتخذ شعار «قم بعملك الآن». واشرع في أداء العمل، بعد أن تتوافر لديك المعلومات والمهارات اللازمة. تجنّب اختلاق الأعذار.. فالمسوّف أكثر الناس اختلاقاً للأعذار، والإنسان أبصر بنفسه «وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ» (سورة القيامة: 15) والصلاة عبادة تعلمنا القيام بإنجاز العمل المطلوب، في وقته المحدد، فهى لا تؤدّى قبل وقتها المحدد، ولا تؤخر عن الوقت المعين. «إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا» (سورة النساء 103). سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: «كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة» (رواه مسلم). 4- احصل على دعم من فريق متعاون عندما تفتقر لبعض المعلومات أو المعارف أو المهارات أو الخبرات. 5- أعلن للآخرين عن وقت الانتهاء من العمل فهذا سيمثل دافعا مجتمعيا للعمل على إنجازه في الوقت المحدد، مثل ساعة العد التنازلي لتنفيذ المشروعات التي تقام في موقع المشروع. ولابد من التنويه من أن إنجاز العمل في وقته المحدد دون تأجيل يكون دون الإخلال بشرط الجودة. وما أقبح أن يجمع المرء بين التسويف ورادءة العمل، مثل رجل ابتاع مِن رجل تمرًا، فأعطاه تمرا رديئا، وأساءَ له في الكَيْل، فقال له: (أحشفًا وسوءَ كيلة؟!) فذهبتْ مَثَلاً.