أكَّد تقرير متخصص أن القوة الحالية للاقتصاد الأمريكي قياساً ببقية دول العالم أدت إلى الاختلاف الراهن في السياسة النقدية بين الاحتياطي الفيدرالي والمصارف المركزية الكبرى الأخرى حول العالم. ونتيجة لذلك، خضع الاقتصاد العالمي، لا سيما في اقتصاديات الأسواق الناشئة المثقلة بالديون، لبيئة زاخرة بالتحديات مع ارتفاع أسعار الدولار وضيق نطاق السيولة. وكشف التقرير الصادر عن «ساسكو بنك» أن الخطر الراهن للحمائية التجارية أثار جملة من الأسئلة حول مدى تأثير هذه الظروف على النمو والطلب اللاحق في المستقبل. ومن المحتمل أن يشكل ذلك واحداً من أكبر التحديات التي ستواجهها السلع خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال رئيس إستراتيجية السلع في ساكسو بنك أولي هانسن: تبوأت المعادن الصناعية مكانة مركزية في قلب هذه المخاوف، لا سيما بعد الأسبوعين القاسيين اللذين عاشتهما الصين، حيث ساعد ضعف البيانات الاقتصادية الرئيسية والمخاوف من اندلاع حرب تجارية في دفع مؤشر CSI 300 الصيني نحو الانخفاض إلى أدنى مستوياته منذ عام وحتى الآن. وكان الزنك أكثر المعادن تضرراً، وانخفضت أسعاره إلى أدنى مستوياتها في عشرة أشهر، بينما عاد النحاس عالي الجودة للبحث عن الدعم عند قاع النطاق الذي بقي فيه خلال الأشهر التسعة الماضية. وقضى الذهب والفضة الأسبوع في محاولة التوحيد في أعقاب التراجع الأخير الذي أدى إلى هبوط أسعار الذهب إلى ما دون مستوى الدعم الرئيسي، مما استقطب مزيداً من عمليات البيع الفنية. وبحسب التقرير اتجهت أسعار السلع الزراعية نحو الانخفاض جراء المحاصيل التي يمكن أن تتأثر سلباً بالحروب التجارية. ولم يكن القطن وفول الصويا بمنأى عن هذه التأثيرات، حيث انخفضت أسعارها في وقت من الأوقات بنسبة تزيد عن 18% قياساً بذروتها في مايو. اجتماعات أوبك بشأن النفط الخام وبحسب التقرير اتجه الاهتمام مرة أخرى نحو قطاع الطاقة، حيث ترقبت السوق نتائج اجتماعات أوبك وحلفائها في فيينا. وفي مواجهة الضغوطات المتزايدة من اقتصادات الأسواق الناشئة التي تشعر بالأثر الاقتصادي الناجم عن ارتفاع تكاليف الوقود، وارتفاع أسعار الدولار، وزيادة تكاليف التمويل (بالدولار)، شعرت بعض الدول بالحاجة إلى تعديل سقف الإنتاج بدلاً من المخاطرة بإبطاء نمو الطلب. ومن جديد، أصبح القرار مصدر إثارة للجدل السياسي؛ وخاصة بعد التغريدات الأخيرة للرئيس الأمريكي ترامب التي اتهم فيها أوبك بالوقوف وراء ارتفاع أسعار النفط. ومن جانبه، ألقى وزير النفط الإيراني باللوم على أمريكا في ضوء العقوبات الحالية المفروضة على فنزويلا، وقريباً على إيران. وعلى المدى القصير، نتوقع أن يحظى النفط الخام بدعم من استمرار المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بمخاوف الإمدادات من فنزويلا، وليس أقلها إيران، مع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق العقوبات الأمريكية. ومع ذلك، يمكن استبدال هذه المخاوف في نهاية المطاف بانتقال التركيز على الارتفاع المستمر لعروض الدول غير الأعضاء في أوبك ونمو الطلب الذي قد يبدأ بالمعاناة جراء التباطؤ في اقتصاديات الأسواق الناشئة. وأضاف التقرير: يبدو أن السعودية وروسيا رسمتا خطاً عند 80 دولاراً للبرميل باعتباره المستوى الذي يخشون تجاوزه منعاً لانهيار الطلب. وعلى هذا الأساس، نحتفظ بوجهة النظر التي تشير إلى استمرار محدودية أسعار خام برنت خلال الأشهر القليلة القادمة ضمن نطاق 71-80 دولاراً، قبل بدء ظهور الضغوطات نحو تخفيض الأسعار في نهاية العام وصولاً إلى عام 2019. وتابع التقرير: وفر الارتباط السلبي للذهب بقوة أسعار الدولار المصدر التوجيهي الرئيسي خلال الأشهر القليلة الماضية باستخدام زوج العملات يورو/دولار أمريكي. ومع ذلك، أظهرت أسعار الدولار خلال الأسبوع الماضي مؤشرات عن التوقف المؤقت بعد فشل زوج العملات يورو/دولار أمريكي من تحقيق هبوط أدنى من 1.15 يورو، فيما استنفد مؤشر الدولار المشترين فوق 95. وإلى أن تظهر موضوعات أخرى مثل التضخم والحروب التجارية وازدياد مخاطر الركود لتؤثر على المعادن الثمينة، سيؤثر سلوك الدولار سلباً على السوق، وفي الاتجاهين.