- قال صلى الله عليه وسلم: (اذكروا حسنات موتاكم) وعليه فإن ذكر من يستحق الرثاء سنة. - انتقل إلى رحمة الله قبل أيام، الأمير سعود بن عبدالرحمن السديري أمير منطقة الباحة سابقاً والأديب والباحث المعروف. - وقد أسف وحزن لرحيله أهله وأصدقاؤه ومن عرفه وتعامل معه، للمزايا الحسنة والصفات النبيلة التي عرف بها لدى القاصي والداني.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. - عرفت الراحل من خلال مهمة قمت بها للباحة كمسؤول في تعليم البنات بالطائف، عندما كانت مدارس البنات بالباحة مرتبطة بتعليم البنات بالطائف حتى استقلت عام 1400ه. - واللقاء الثاني.. وجه سعادته دعوة للشيخ عبدالقدوس الأنصاري رئيس تحرير مجلة المنهل لزيارة الباحة، وكنت حينها المعتمد الأدبي للمجلة بالطائف، فوافق على الدعوة واصطحبني معه في هذه الزيارة وأصدر أحد أعدادها عدداً خاصاً عن الباحة تاريخاً وحضارة ونهضة، وكانت رحلة أدبية تاريخية مميزة أثرى الراحل الزيارة بمعلومات أدبية وثقافية وعلمية ثرّة من مخزونه الفكري إضافة إلى أحاديثه الجميلة التي لا تمل. - واللقاء الثالث: زرته ذات مرة مع بعض معارفه في داره العامرة بالطائف ونعمنا بجلسة أدبية ماتعة، صال بنا وجال في شتى الآداب والعلوم والمعرفة. - وعلى أثر تلك الزيارة كتبت مقالة أدبية نشرت في إحدى المجلات بعنوان ((الأمير سعود بن عبدالرحمن السديري أديباً وباحثاً)) ورد ضمن مقالات كتابي ((خطرات فكر .. في رياض الشعر والنثر)) الصادر عن نادي الطائف الأدبي عام 1435ه 2014م أنقل هنا ما له علاقة بسيرة الراحل: ((ومن كتّابها وأدبائها المشاهير في الفترة الماضية والذين لا زلتُ أذكرهم الأمير الأديب الباحث القدير: سعود بن عبدالرحمن السديري أمير منطقة الباحة سابقاً.. والمعني في هذه اللمحة التعريفية. - كان لكتاباته ومطالعاته الموسومة ب (ما أعجبني) صداها الواسع والمقروء لما تتضمنه من القيم والحكم والدروس والفوائد من خلال ما يستلهمه من التراث القديم والحديث من مواقف ومطالعات ونظرات لها حلاوتها ومدلولها أسلوباً وسلامة وأفكاراً. - ولعل من قرأ وتابع هذه المطالعات والمتابعات المنشورة في بابه الشهري (ما أعجبني) خلال التسعينات الهجرية وما قبلها يشاركني الرأي والهدف. - وإضافة إلى ما يتمتع به من مكانة أدبية ومعرفية فهو رجل دولة ومدرسة متكاملة في علم الإدارة وشؤونها.. نهل من معينها العديد ممن تعامل معه ورافقه المسئولية .. حمل مسئولية الأمانة أميراً لمنطقة الباحة.. فكان خير مسئول في خدمة أمته ووطنه وقيادته .. أذكر أنني التقيته في مكتبه وكنت في مهمة رسمية فوجدتُ منه المقابلة الحسنة والتواضع الجمّ والتعاون المثمر والفكر النيّر فيما يخدم المصلحة العامة.. كما شَرُفتُ بحضور اللقاء الأسبوعي بمكتب الإمارة الذي يضم في حضوره أعيان المدينة ووجهاءها وضيوف الإمارة وبعض مسئوليها لتدارس ما فيه خير البلاد و الأمة.. وكان خلوقاً وعَلَماً في عِلْمهِ وأدبه ووعيه وحديثه. - بَاعِث هذه الشجون في نفسي ما كتبه: الأخوان الفاضلان: الأستاذ محمد عويس الغامدي، في ملحق الأربعاء بتاريخ 23-1-1432ه بعنوان (شخصيات لها بصمات واضحة) وما كتبه الأخ الصديق القديم (صالح بن ناحي الغامدي) في الملحق نفسه بتاريخ 13-3-1432ه بعنوان (سعود السديري رجل قلم ودولة). - فأردتُ بهذه اللحمة الوجيزة إضافتها إلى ما كتبه الأخوان الكريمان عن هذه الشخصية الرائدة في أمانتها وإخلاصها وتفانيها في خدمة المليك والوطن والأمة.. تضاف إلى سجله الخالد المليء بالإنجازات أثناء قيامه بإمارة منطقة الباحة وما تخللها من أعمال رائدة في السراة وتهامة. وغير ذلك من المسئوليات والمهام التي كلف بها إذا ذكرت شكرت. - رحم الله أبا عبدالرحمن رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه بما عمل وأنجز لأمته وقيادته خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته، وحسبنا أنه كان علماً من أعلام الدولة البارزين عملاً وإخلاصاً وأمانة.. ** **