* فقد المجتمع الأدبي والثقافي بمدينة الطائف قبل أيام أحد رموز الأدب والبحث والثقافة؛ إنه الأستاذ: شعبان جبريل عبدالعال بعد معاناة طويلة مع المرض.. وقد كان لرحيله بالغ الأسى والحزن بين أصدقائه ومحبيه ومعارفه ورفاق دربه. * والراحل -رحمه الله- من مواليد صرفند العمار بفلسطين عام 1935م ومن المقيمين بالمملكة لأكثر من نصف قرن أو يزيد وله أبناء وبنات ولدوا في المملكة ويعملون وقد تفرغ أخيرًا للبحث والتأليف والقراءة والمطالعة الحرة من خلال مكتبته الخاصة التي تحتوي على نفائس الكتب والمخطوطات والتي يزيد محتواها على 7 آلاف كتاب. * عرفت الراحل وجاورته بحي الشهداء الشمالية بالطائف في أوائل عام 1384ه وتوطدت علاقتي به أكثر في لقاءاتي به في مكتبات الطائف كعشاق قراءة والبحث عن جديد الكتب.. وفي المنتديات الأدبية والثقافية.. وبعد تأسيس نادي الطائف الأدبي عام 1395ه انضم عضوًا عاملًا به ورأس العديد من اللجان والتنسيق لها، وتواصلت أخوّتنا وصداقتنا بعد ذلك داخل النادي وخارجه. * من أول إصداراته كتاب «أنات البائسين» عام 1959م عن مأساة فلسطين، و»ألوان من الأدب»، و»الوقت أغلى من كنوز الأرض»، و»لسانك جنتك ونارك»، و»سمير المجالس ودرة النفائس»، و»كنز المورة في الصداقة والأخوة»، و»البلسم والسلوان لذوي الهموم والأحزان»، و»روائع الحكم وجواهر الكلم»، وله العديد من الكتب المخطوطة، وقد عاجله الأجل قبل أن ترى النور وربما أصدرها في قادم الأيام من له القدرة من أصدقائه ومحبيه الميسورين، أو تبني ذلك نادي الطائف الأدبي تقديرًا للجهود التي أمضاها الراحل في خدمة النادي خلال الفترة التي أمضاها متعاونًا معه، والتي قد تزيد على 20 عامًا. * كتب في معظم الصحف والمجلات السعودية والمجلات اللبنانية والأردنية وبخاصة «مجلة المنهل» وتتسم كتاباته بالطابع الإسلامي. * يتحلى الفقيد بالتواضع الجم والخلق الرفيع وحسن التعامل والورع والاستقامة، وقد علمت أنه قبل وفاته قد تبرع بجزء كبير من مكتبته للمكتبة العامة التابعة لإدارة التربية والتعليم بالطائف رجاء الأجر والمثوبة ودعمًا لمحبي القراءة والمطالعة من رواد العلم والمعرفة.. فجزاه الله خيرًا وجعل ذلك في ميزان حسناته. * رحم الله أبا رياض رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».