في مقبرة الشعيبة بمحافظة الدرعية وكما هي وصيته ووري جثمان الشيخ الوالد عبدالله بن محمد بن خميس -رحمة الله عليه- وسط دعوات محبيه بالدعاء له بالمغفرة والرحمة. في مشهد حضوركثيف من المثقفين والمسؤولين ومحبي الراحل وتلاميذه الذين توافدوا إلى جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط مدينة الرياض والصلاة عليه عصر يوم الخميس في 16 جمادى الآخرة 1432ه يتقدمهم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. كان لوقع رحيل الشيخ ابن خميس خسارة وحزن، ولكن هذا قدر الله، وامتحان لعباده، فالحمد لله على قضائه {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} نسأل الله أن يعوض الأمة عن الخسارة فيه خير العوض إنه سميع مجيب الدعاء. أحبه الناس القاصون والدانون ودعوا له بالتوفيق والسداد حياً، وهم اليوم يدعون له بالرحمة والرضوان بعد الرحيل. لقد كانت حياته كلها عطاء سيفقده، كل من أحبه. العزاء بمنزل ابن خميس في منزل الفقيد بحي المعذر رافقت والدي الشيخ محمد الهويش -حفظه الله- لتقديم واجب العزاء، والذي تربطه علاقة قريبة وذكريات جميلة تمتد إلى 50 عاماً مضت. وهناك في مجلس العزاء تقاطر المعزون من الأمراء والوزراء والمثقفين مستحضرين الجهود التي بذلها الراحل. كان ابن خميس ظاهرة لافتة في المشهد الثقافي والمحلي والعربي -حقاً إنه رمز العلم في بلاده. أضاء درباً وأتاح أفقاً جديداً من المعرفة. إنه المؤرخ والكاتب والشاعر والصحفي والعلامة ابن خميس إنه مكتبة وإرث وتراث في رجل. يعد رحيل ابن خميس خسارة عظيمة باعتباره رائداً من رواد الثقافة والصحافة والآداب في المملكة، حيث أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلات وشارك في العديد من المنتديات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها. كما أن له العديد من الإصدارات والكتب المهمة منها: تاريخ اليمامة، والمجاز بين اليمامة والحجاز، وعلى ربى اليمامة ومعجم جبال الجزيرة، ومعجم أودية الجزيرة، ومعجم رمال الجزيرة. راشد الخلاوي، الشوارد أحاديث السمر، الدرعية. رحل أبو عبدالعزيز موسوعة الجزيرة بعد أن سجل حضوراً في بلاده كأديب وشاعر وصاحب أوسمة وجوائز، وناقد وباحث، ورمز ثقافي رائد من رواد الصحافة في الجزيرة العربية محققاً سلسلة من النجاحات في المهام التي أوكلت إليه وتسنم إدارتها. هكذا تموت الأشجار الطيبة والمثمرة واقفة تاركة الأجيال تتغذى من ثمارها وتستظل بظلالها. الفقيد يوقف مكتبته أوقف الفقيد مكتبته الخاصة العامرة والزاخرة بأمهات الكتب، والمراجع والنوادر والمخطوطات التي جمعها وجلبها من كل مكان لصالح مكتبة الملك فهد الوطنية بما يقارب ال8000 كتاب من نوادر الكتب. تاركاً للدارسين والباحثين من بعده إرثاً أدبياً وثقافياً لأديب اجتمعت فيه روح الشاعر بثقافة الأديب وقلم إعلامي بأدوات الباحث، والمؤرخ، والراصد. كاتب متدفق المعرفة مؤلف غزير الإنتاج. عضو في مجامع لغوية عربية متعددة صاحب شخصية أدبية عريقة، ومعلومات تاريخية غنية، هو البحر من أي الجهات أتيته لقيت الصفاء والنقاء والعلم الغزير. ذلكم هو عبدالله بن خميس. زيارته في المستشفى قبل أكثر من ستة أشهر وتحديداً في نهاية شهر ذي الحجة من عام 1432ه زرت الفقيد مرافقاً لوالدي، وكان يرقد في المستشفى العسكري بالرياض، وفي الجناح الذي ينام فيه استقبلنا بعض أبنائه الكرام عبدالعزيز وطارق وزياد وياسر. وفي صالة الاستقبال بالجناح تحدث الوالد عن الشيخ عبدالله بن خميس وذكرياته الحميمة معه في دار التوحيد. واستشهد ببعض أشعاره وقصائده وأمضينا وقتاً في الحديث عن هذه الشخصية الأدبية. ثم سمحوا لنا مشكورين بالدخول لرؤيته والسلام عليه. واعتذروا بأنه لم يكن في وعيه. وجسمه كله تحت الأجهزة ما بين مغذ وأوكسجين، وكانت عيناه مفتوحتان وجسمه لا يتحرك. اقتربنا منه وسلمنا عليه وعرّفه الوالد بنفسه ودعا له، ونظر إلينا محركاً رأسه قليلاً، ولم يستطع الكلام. ثم ودعناه. وشكر الوالد الأبناء على هذا الاهتمام وحرصهم وعوائلهم على مرافقتهم وتواجدهم مع والدهم في مثل هذا الظرف. وإن كانت غير مستغربة منهم، وغادرنا المستشفى. سألت الوالد قلت له منذ متى وأنت تعرف عبدالله بن خميس. قال علاقتي بعبدالله تعود إلى نصف قرن من الزمان. قلت يعني درستم سوياً في دار التوحيد بالطائف. قال: لا. عبدالله جاء للدار قبلنا، وتخرج فيها ثم انتقل إلى كلية الشريعة، واللغة في مكةالمكرمة وتخرج فيها. ويضيف الوالد أن ابن خميس لم يكن من أسنانهم في العمر بل كان يكبرهم. قلت: للوالد وبعدها. قال: أثناء دراسة ابن خميس في مكة وقبل تخرجه التحقت بدار التوحيد بالطائف، وكان بالدار ناد ثقافي يسهم فيه الطلبة بأشعارهم وقصائدهم الأدبية بروح المنافسة. وكان هذا النشاط نهاية الأسبوع طيلة فترة أيام الدراسة، لأن الدار تغلق في الإجازة الصيفية ويعود الطلبة إلى أهليهم الذين هم خارج منطقة الطائف. وكان ابن خميس يحرص على التواجد في الدار لكونه أحد خريجيها، ويأتي من مكة إلى الطائف ليشارك ببعض قصائده وأشعاره مع زملائه في النادي، كما أنه يتواجد في الطائف، ويلقي بعض قصائده إذا كان هناك احتفالات ومناسبات رسمية للدولة. ويستطرد الوالد في حديثه عن ابن خميس ويقول بأنه من خريجي الدفعة الثانية من دار التوحيد ومن زملائه في الدفعة الشيخ صالح العلي الناصر، والشيخ عبدالعزيز المسند وسعد أبو معطي رحمهم الله. ويستكمل الوالد حديثه عن ابن خميس هذه الشخصية الأدبية، ويقول توطدت العلاقة معه وأصبحنا نلتقي أكثر وأكثر ويجمعنا الشعر. بعدها واصلنا الدراسة في كلية الشريعة بمكة ومدتها أربع سنوات. انتقل بعدها ابن خميس بعد تخرجه للعمل مديراً للمعهد العلمي بالأحساء ثم عاد إلى الرياض وعمل بكلية الشريعة بالرياض، ومديراً عاماً لرئاسة القضاء، ووكيلاً لوزارة المواصلات ومسؤولاً عن المياه في الرياض. ويضيف الوالد قائلاً: أصبحت ألتقي معه في الرياض بين فترة وأخرى، وكلما سنحت الظروف والمناسبات، وقد تشرفت بأن أكون ضمن كوكبة من المثقفين في ذلك الوقت في تأسيس صحيفة الجزيرة، وكنت مشاركاً بقلمي في المقالات والمواضيع الثقافية. هذا جانب معرفة وصلة الوالد بالشيخ عبدالله بن خميس. ذكرياتي مع ابن خميس أما أنا فتعود ذكرياتي ومعرفتي بالشيخ عبدالله بن خميس إلى ربع قرن من الزمان أثناء دراستي الجامعية. كنت وقتها أدرس وأعمل في نفس الوقت متعاوناً مع صحيفتي المفضلة والمحببة إلى قلبي الجزيرة. قابلته في الصحيفة أثناء مجيئه للاجتماعات. وفي المناسبات الثقافية والأدبية التي يحرص على التواجد بها. ما أن عرفته بنفسي في المرة الأولى حتى عرفني من خلال معرفته وعلاقته الحميمة والقريبة من الوالد حفظه الله. وكان دائماً ينقل سلامه لي إلى الوالد. بعدها حرصت أن أقرب منه أكثر، وأتواجد في مجلسه الأدبي وذلك من خلال الندوات والمحاضرات التي يكون مشاركاً فيها. ابن خميس ومجلسه اليومي أما جلسة ابن خميس في حديقة منزله فتكون في الجهة اليمنى من دخولك من الباب الخارجي للفلة. حيث يحرص أبو عبدالعزيز أن يجلس في دكة مرتفعة عصركل يوم خاصة أيام الصيف والربيع. وتكون هذه الجلسة مفروشة بالزل الأحمر محاطة بالمخاد والمراكي. ويكون الشاي والقهوة والتمر قد تم إعدادها، وتوضع في وسط الجلسة وبجانب الشيخ تليفونه الثابت ليرد على أي متصل يسأل عنه، ويستقبل في الجلسة المثقفين والشعراء والأدباء ومشرفي الصفحات الثقافية والشعر والأدب، ويحاورهم ويفيدهم ويشجعهم وقد يختلف معهم من خلال نقاش هادئ وهادف. أحرص فيه على الحضور والتواجد متى ما أتيحت لي الفرصة. كنت قبل أن أزوره أتصل قبلها. لأعرف ظروفه واستعداده للاستقبال، لأني أعرف أنه يقضي عطلة نهاية الأسبوع في مزرعته. كان اتصالي به عن طريق هاتفه الثابت للمنزل وكنت سعيداً وموفقاً دائماً بأن يكون هو الذي يرد على الهاتف، وكنت أعرفه بنبرة صوته وحديثه الذي يحرص أن يكون بلغة عربية ممازحاً في حديثه ومرحباً بالزيارة. زرته وكان الحديث عن حفل دار التوحيد، الذي كان قد أقيم في محرم 1416ه وكنت حاضراً هذا الاحتفال مع الوالد حين احتفلت مدارس دار التوحيد بالطائف بمناسبة مرور (50) عاماً على تأسيسها، وقد أعد احتفال متميز رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن نائب أمير منطقة مكةالمكرمة آنذاك بحضور سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة -رحمه الله-، ومعالي الشيخ محمد بن جبير، والشيخ ناصر الراشد رئيس ديوان المظالم، ومعالي الأستاذ حمد السياري محافظ مؤسسة النقد، والشيخ عبدالعزيز المسند، والشيخ الأديب عبدالله بن خميس وعدد من أصحاب المعالي والسعادة وخريجي الدار. ألقيت في هذا الاحتفال العديد من الكلمات منها كلمة للأستاذ عبدالعزيز الشايع استعرض فيها تاريخ الدار، والدعم الذي حظيت به من قبل مؤسسة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ثم أبنائه البررة من بعده. ثم ألقى الشيخ عبدالعزيز المسند كلمة الرواد أشار فيها إلى البدايات الأولى للدار وظروف تأسيسها، وأساتذتها المتميزين، والأساليب التي كان يتم بها اختيار الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد من كبار المسؤولين في المملكة. ثم ألقى والدي الشيخ محمد الهويش وهو أحد خريجي الدار قصيدة بهذه المناسبة، ثم كلمة للدكتور محمد بن حسين، أعقبت ذلك كلمة لفضيلة الشيخ محمد بن جبير التي استعرض فيها ما تميزت به دار التوحيد من حيث المناهج والأهداف، ومستوى الطلبة المتميز. كما أوضح أسباب تسميتها بدار التوحيد. حيث قال: إن التوحيد يرمز إلى أن منسوبيها أبناء عقيدة واحدة، وأبناء وطن واحد، مشيراً إلى أن اختيار الطائف موقعاً لدار التوحيد كان لتوسط موقعها وتميز مناخها وقربها من مكةالمكرمة. ثم ألقى سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز كلمة توجيهية شكر فيها الأمير سعود بن عبدالمحسن على تشريفه هذا الاحتفال. وقال سماحته: إن هذه الدار إحدى حسنات الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لهذه البلاد. كما أوصى سماحته بضرورة الاهتمام بهذه الدار واستمرارها على نهجها. ثم ألقى الشيخ عبدالله بن خميس قصيدة بهذه المناسبة قدمت بعدها الهدايا والدروع. حواري مع الشيخ في مجلة اليمامة في عدد مجلة اليمامة 1390 وتحديداً في شهر شعبان من عام 1416ه والتي عملت بها مدة خمس سنوات من عام 1415ه إلى عام 1419ه أجريت حواراً مطولاً مع الشيخ عبدالله بن خميس وكان ضيفاً على المجلة في صفحات بداية مشوار الذي تنشره المجلة أسبوعياً، وكانت في مواضيع ثقافية، وذكريات جميلة في حياته. اسمحوا لي أن أنشر لكم بعضاً من هذا الحديث. قلت لأبي عبدالعزيز ماذا تحمله ذكرياتكم عن دار التوحيد لكونكم أحد أبنائها الخريجين؟ قال: إن دار التوحيد لها ذكريات وانطباعات كثيرة في نفسي أتذكر الدراسة وأتذكر معالمها وأتذكر أيامها ولياليها الجميلة والنادي الأدبي فيها. ومن المواقف التي أتذكرها أنه عندما جاء جلالة الملك عبدالعزيز لزيارة الدار وتهيأ جميع من بالدار لاستقباله وما دام هناك استقبال رسمي فلا بد من أن يكون هناك خطيب أو شاعر يحتفي بجلالته وضيوفه الكرام في هذا الحفل فوقع الاختيار عليّ أنا لأكون شاعر المناسبة وبالفعل أعددت قصيدة هي أولى القصائد لي تبرز إلى الوجود وتلقى أمام ملك. وتقدم رئيس الدار وألقى كلمة الدار ثم استأذن لي لألقي قصيدتي فتقدمت وألقيت هذه القصيدة التي منها هذه الأبيات. تهلل فيك الشعب وافتر ثغره واقبل في ثوب الفخار يجره وتاهت بك الدنيا زهاء وأقبلت يغص بها سهل الطريق ووعره ونادى المنادي عند رؤياك قائلاً تبدى لنا من ظلمة الليل فجره هلم يا فخر الشعوب فشعبكم بطلعتك الغراء يزداد فخره فأنت لآمال العروبة رائد هنيئاً لشعب آل نحوك أمره سألت ابن خميس عن الصحافة هل هي بحاجة للأديب أم الأديب في حاجة إليها؟ قال: لو نظرنا إلى الأمر من جميع جهاته لوجدنا أن كلاً منهما في حاجة ماسة إلى الآخر فالصحافة ليست في استطاعتها أن تستغني عن الأديب وإلا جاءت خالية تماماً من الروح ولفقدت أيضاً عنصراً من عناصر نجاحها. وفقدت أيضاً فئة ربما تكون قليلة من قرائها المهتمين بالأديب والأدباء. وكذلك الأديب في حاجة ماسة أيضاً للصحافة، لأن الصحافة هي الصلة بينه وبين قرائه في ظل الظروف المادية لديه، والتي تجعله غير قادر على نشر أعماله في كتاب خاص به وبالفرض لو تمت هذه الناحية، واستطاع نشر أعماله في كتاب فكم من عامة الشعب يقرأ هذا الكتاب. قلت يا شيخ عبدالله أنت متهم بكتابة مقدمات لدواوين بعض الشعراء من أجل المجاملة وهذا يعتبر جناية أدبية؟ تبسم أبو عبدالعزيز واعتدل في جلسته وقال: إن ما قمت به من كتابة مقدمات لبعض دواوين الشعر لمجموعة من الشعراء ليس يعتبر جناية أدبية إنما هو من باب التشجيع ودفع هؤلاء إلى أن يعملوا ويجدوا ويجتهدوا في هذا المجال حتى ننهض بالعملية الأدبية في بلادنا هذا هو قصدي من كتابة هذه المقدمات لبعض الدواوين الشعرية. سألت أبا عبدالعزيز عن سبب توقفك عن برنامجك الناجح من القائل.. وهل توجد نية لإعادة تقديمه أم لا؟ أجاب إن برنامج من القائل من البرامج التي أعتز بها إذ إنني أخذت في تقديمه أربعة أعوام متتالية وصدر عنه أربعة مجلدات، وكان له أثره البالغ في تنشئة الأدب والأدباء والإسهام في الثقافة الأدبية وليس هناك سبب معين لتوقيفي عنه، أما أنني أعزم على معاودته فذلك ما لم أفكر فيه حتى الآن. سألت ابن خميس وقلت له من تتذكر من الذين عملوا معك في تأسيس جريدة الجزيرة؟ قال: عمل معي عدد كبير من الزملاء الذين عايشتهم وهم إخوة كرام مخلصون يزيدون عن ثلاثين أستاذاً منهم على سبيل المثال لا احصر الشيخ عثمان الصالح، والشيخ سعد بن سعيد، والدكتور عبدالعزيز الخويطر، والشيخ عبدالعزيز التويجري، والشيخ محمد الهويش، ومحمد بن حمدان وفيصل الشهيل، وعبدالرحمن وعبدالله السديري وغيرهم من الذين أسهموا بأموالهم وأقلامهم وأفكارهم فتوج إسهامهم هذا النجاح بفضل من الله وبفضل إخلاصهم وتفانيهم في خدمة الوطن فجزاهم عنا كل خير. شكرا للجزيرة وقد أحسنت الجزيرة الثقافية صنعاً وعملاً جميلاً، وإن كان هذا العمل لا يستغرب منها. فأصدرت كتاباً قبل وفاته (عبدالله بن خميس قراءات وشهادات). رحم الله عبدالله بن خميس ورزقنا ومحبيه من عائلته وأصدقائه الصبر والسلوان، وأن يجزل له الثواب جزاء ما قدمه لأمته ووطنه، فالخالدون هم الذين يمضون وقد تركوا خلفهم إرثاً باقياً لا يموت وحسبي أن ابن خميس واحد منهم ندعو الله العلي القدير أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجمعنا وإياه بدار كرامته. لقد مضيت بطلاً وبقيت علماً وعملاً فالجسد رحل وبقي التاريخ قال تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}. العزاء إلى أسرة ابن خميس وأبنائه عبدالعزيز ومحمد وعدي وطارق وزياد وياسر وبناته وكل من أحبه.