تُعتبر مجلة المنهل لصاحبها الرائد الراحل الأستاذ عبدالقدوس الانصاري .. والتي أنشأها بالمدينةالمنورة سنة 1355ه واستقرت ادارتها بعد ذلك في جدة حتى توفاه الله ..وتولى أمرها من بعده ابنه الأديب الأستاذ: نبيه بن عبدالقدوس الانصاري حتى لحق بأبيه رحمهما الله - ثم تولى رئاسة تحريرها بعد ذلك حفيد المؤسس: الأستاذ زهير بن نبيه الأنصاري فكان خير خلف لخير سلف في النهوض بها وفق ما هو مرسوم لها تطويراً وفكراً وثقافة وتقنية. |وتعتبر من أولى المجلات الأدبية الثقافية بالمملكة العربية السعودية من حيث العناية بالآداب والثقافة والعلوم على مستوى العالمين العربي والاسلامي وتشجيع الشداة والأقلام الواعدة والأخذ بأيديهم إلى مشارف الرقي والإبداع كل في مجال تخصصه ..وكانت ومازالت في سيرها ومسيرتها الأدبية والثقافية بمثابة الجامعة المفتوحة لأدباء العصر ومثقفيه..تخرج فيها العديد من الأدباء والشعراء والقصاصين والنقاد على مستوى المعمورة. | ومن كتابها وأدبائها المشاهير في الفترة الماضية والذين مازلت أذكرهم الأمير الأديب الباحث القدير: سعود بن عبدالرحمن السديري أمير منطقة الباحة سابقاً والمعني في هذه اللمحة التعريفية. | كان لكتاباته ومطالعاته الموسومة ب (ما أعجبني) صداها الواسع والمقروء لما تتضمنه من القيم والحكم والدروس والفوائد من خلال ما يستلهمه من التراث القديم والحديث من مواقف ومطالعات ونظرات لها حلاوتها ومدلولها أسلوباً وسلاسة وأفكار. | ولعل من قرأ وتابع هذه المطالعات والمتابعات المنشورة في بابه الشهري (ما أعجبني) خلال التسعينات الهجرية وما قبلها يشاركني الرأي والهدف. | وإضافة إلى ما يتمتع به من مكانة أدبية ومعرفية فهو رجل دولة ومدرسة متكاملة في علم الإدارة وشؤونها ..نهل من معينها العديد ممن تعامل معه ورافقه المسؤولية.. حمل مسؤولية الأمانة أميراً لمنطقة الباحة فكان خير مسؤول في خدمة أمته ووطنه وقيادته ..أذكر أنني التقيته في مكتبه وكنت في مهمة رسمية فوجدت منه المقابلة الحسنة والتواضع الجم والتعاون المثمر والفكر النير فيما يخدم المصلحة العامة ،كما شرفت بحضور اللقاء الأسبوعي بمكتب الامارة الذي يضم في حضوره أعيان المدينة ووجهاءها وضيوف الامارة وبعض مسؤوليها لتدارس ما فيه خير البلاد والأمة ، وكان خلوقاً وعلماً في علمه وأدبه ووعيه وحديثه. | باعث هذه الشجون في نفسي ما كتبه: الأخوان الفاضلان: الأستاذ: محمد عويس الغامدي في ملحق الأربعاء تاريخ 23/1/1432ه بعنوان (شخصيات لها بصمات واضحة) وما كتبه الأخ الصديق القديم (صالح بن ناحي الغامدي) في الملحق نفسه بتاريخ 13/3/1432ه بعنوان (سعود السديري رجل قلم ودولة). | فأردت بهذه اللمحة الوجيزة اضافتها إلى ما كتبه الأخوان الكريمان عن هذه الشخصية الرائدة في أمانتها واخلاصها وتفانيها في خدمة المليك والوطن والأمة تضاف إلى سجله الخالد المليء بالانجازات أثناء قيامه بامارة منطقة الباحة وما تخللها من أعمال رائدة في السراة وتهامة وما سواها من المسؤوليات والمهام التي كلف بها اذا ذكرت شكرت. خاتمة | ما أتمناه على شخص الأمير - حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - جمع ما كتبه من مطالعات متنوعة ومتفرقة في مجلة المنهل خلال السنوات الماضية في كتاب (يجمع شتاتها) تكون في متناول متذوقيها..وليس عسيراً ذلك فقد قامت (دارة مجلة المنهل) بطبع اعداد المنهل منذ صدورها حتى الآن في مجلدات وبإمكانها تزويده بشريط (سي دي) أو نسخة مجلدة أو تكليف من يراه للقيام بهذه المهمة والله الموفق.