اليوم الأول من رمضان كان ثقيلا على نفسي وخفيفا بروحانيته الهادئة. اليوم الأول من رمضان كان أول يوم أقضيه على سفرة إفطار في منزلنا كانت تخلو من رائحة منزل جدتي رحمها خالق حسنها. لم يكن أول رمضان من بعدها لكنه أول رمضان من غيرها ومن غير استشعار مكان جلوسها وطيف ابتسامتها قبل الإفطار ومن غير أن تردد «بنات ياسر وينهم». رمضان أتى لي بعكاز! من بعد ما كان يأتي راكضا ليستحل قلبي بامتياز. كنت أشعر بغصة في حلقي وأنا أجهز المائدة كان شعورا أشبه بتحضير مائدة إفطار لدار أيتام تشعر بالحب لأجرك العظيم عند رب العباد ويبكي قلبك على من يتمنى أن تصنع له والدته الليلة الطعام ! جدتي لم تكن فقط جدتي ورمضان لم يكن بدونها فقط «حزين» جدتي كانت جزءا من أمي وأبي ورمضان بدونها كان يتيما. الموت يقتل الأحياء بلوعة الشوق رحم الله من فارقت وجوههم موائدنا ولم يفارقوا يوما دعاءنا. ** **