انتقل إلى رحمة الله فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الغصن مخلفًا سيرة علمية وعملية مميزة. وُلد الدكتور إبراهيم بوسط مدينة بريدة عام 1374 ه، وترعرع فيها محافظًا على الصلوات بسيرة الشباب الصالح. عاصرته في صغره، لم يتخلف عن الفرائض، كان بارًّا بوالديه. تزوج أربع نسوة، وله من الأولاد الذكور 14، يكبرهم أبناؤه محمد وإياس وزياد وعبدالله وعبدالرحمن. وله من الإناث 15 بنتًا. أما تعليمه فدرس الابتدائية بمدرسة الحويزة (الأندلس حاليًا)، ثم درس المتوسطة والثانوية في معهد بريدة العلمي، وتعلم دراسته الجامعية بكلية الشريعة بجامعة الإمام (فرع القصيم)، وتم تعيينه معيدًا بالكلية، فدرس الماجستير، وحصل على مرتبة الشرف، ونال شهادة الدكتوراه في الفقه الإسلامي مع مرتبة الشرف من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1409ه. استمر الدكتور إبراهيم الغصن في عطاءاته بوصفه عضو هيئة تدريس بالجامعة، وكان مثالاً للأستاذ الفاضل، محبًّا لطلابه. بعد ذلك تقاعد مبكرًا من الجامعة، وعمل في مهنة المحاماة والأنشطة التجارية والعقارية. عمل في المناشط الاجتماعية حتى تاريخ وفاته، وكان عضوًا فاعلاً، ومسهمًا نافعًا في مجتمعه، وفي مختلف المستويات الخيرية والاجتماعية والتنموية. خدم الغصن مجتمعه ووطنه من خلال ترؤسه لجنة إصلاح ذات البين بمدينة بريدة، وعضوية جمعية أسرة بريدة، وكان عضو مجلس إدارة سابقًا في واحدة من كبرى الجمعيات الخيرية السعودية، هي جمعية البر الخيرية ببريدة، إضافة إلى إسهاماته الكثيرة والمتعددة في المجال الاجتماعي حتى نال ثقة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم نظير إسهاماته ومبادراته الاجتماعية المتعددة؛ إذ وجَّه سموه بتعيينه عضوًا في لجنة أهالي مدينة بريدة. وقد ترأس الدكتور إبراهيم الغصن المجلس البلدي لأمانة منطقة القصيم حاليًا، وقدم الكثير في هذا المجال حبًّا لمدينته بريدة. وعلى المستوى الشرعي والقانوني يعدُّ الدكتور إبراهيم الغصن أحد كبار رجال القانون في السعودية ومنطقة الخليج العربي؛ فهو من البارزين جدًّا في هذا المجال؛ ونظير هذا التميز تم اختياره رئيسًا لاتحاد المحامين في دول مجلس التعاون الخليجي. إضافة إلى أنه رئيس اللجنة الوطنية للمحامين في المملكة العربية السعودية. وشارك الغصن في العديد من المؤتمرات المتخصصة بالأنظمة والقانون على المستويَين المحلي والدولي، وحظيت مشاركاته كافة بالتقدير والإشادة والثناء الخاص.. وقدم خلال مشاركاته المتعددة الكثير من الأوراق العلمية المتخصصة التي أثرت المؤتمرات والمشاركين فيها. وفي سبيل الوطن والدفاع عنه من التهم التي تطوله ظلمًا وعدوانًا قدَّم الدكتور إبراهيم الغصن إسهامات متعددة من خلال ردود عدة على اتهامات خارجية، تسيء للمملكة العربية السعودية، مقدمًا تأصيلات قانونية تثبت صحة الموقف السعودي في مختلف المجالات. وحظيت مشاركاته بتقدير خاص من مختلف الأوساط السعودية والمُحبة للمملكة العربية السعودية. وقد طالت يد الغدر الشيخ الدكتور إبراهيم فانتقل إلى جوار ربه اليوم الثلاثاء الموافق السادس من شهر رمضان المبارك من العام 1439ه؛ فرحمه الله، وأسكنه فسيح جناته. ** **