يبدأ منتخبنا الوطني الأول اليوم الاثنين في منطقة باد راغاز السويسرية مرحلة الإعداد الخامسة (الأخيرة) قبل المونديال. وهي بالتأكيد المرحلة الأهم والأكثر تأثيرًا على مستوى تحضير الأخضر.. ولأنها كذلك فأجزم بأن مدرب المنتخب أنطونيو بيتزي يدرك أهمية الاستقرار على القائمة الأساسية، وضرورة تناغمها وانسجامها فيما بينها في الأيام القادمة أثناء المعسكر، سواء في التدريبات أو المباريات الثلاث التجريبية المتبقية أمام إيطاليا، ثم بيرو، وأخيرًا المواجهة الأقوى أمام المنتخب الألماني حامل اللقب والمرشح الأول لنيل بطولة كأس العالم 2018، وخصوصًا أن مباراة اليونان الأخيرة أعطت المدرب التصور الواضح والإلمام الجيد بمستوى اللاعبين المؤهلين لارتداء شعار الأخضر في المونديال.. الجميل والداعم للمدرب وللاعبين في هذه المرحلة أننا لم نعد نسمع أو نقرأ كما في سائر البطولات السابقة حملات التشويه والتشكيك بنجومنا بسبب هوس الميول.. وهذه بحد ذاتها أجواء صحية مشجعة محفزة، تساعد المدرب على العمل بهدوء، واتخاذ قراراته وخياراته بلا ضغوط جماهيرية أو مؤثرات إعلامية، تشتت أفكاره، وتربك خططه وبرامجه.. دعواتنا لمنتخبنا بالتوفيق، وأمنياتنا لنجومنا بأن يفهموا جيدًا معنى حلم ومنجز اللعب في نهائيات كأس العالم، ويستثمروا هذه الفرصة التاريخية لإبراز أنفسهم، وتسجيل أسمائهم في القائمة الذهبية الخالدة للكرة السعودية بالجد والبذل والحرص في هذه المرحلة الإعدادية الحاسمة على أن يكونوا في قمة عطائهم وتفانيهم احترامًا وفخرًا وتشرفًا واعتزازًا بالدفاع عن شعار واسم ولون مملكة العز والمجد والشموخ.. الإعلام الجديد يكسب! كثيرون ممن تشبعوا وتشربوا الإعلام التقليدي المقروء والمرئي والمسموع أبدوا في السابق وإلى وقت قريب تخوفهم من الإعلام التفاعلي الجديد (السوشيال ميديا)، وتحديدًا تويتر؛ وذلك لأسباب مختلفة، أبرزها عدم وجود آلية تضبط وتراقب وتحاسب الناشر إلا في حدود وظروف معينة. وزاد التخوف من هذه الوسيلة بعد أن أصبح تأثيرها والتفاعل معها قويًّا سائدًا وشاملاً كل أطياف وفئات ومكونات المجتمع.. حدث هذا في بداية الطفرة المعلوماتية، لكن مع مرور الوقت ونضج فكر وطريقة أداء المهتمين والممارسين، وأيضًا المتفاعلين معها، وتطور وسائلها وتقنياتها المختلفة، صرنا نرى مخرجات نخبوية رائعة، تستحق الاحترام والاهتمام والمتابعة، بعد أن تفوقت في أسلوبها وأدواتها ومضامين ومصداقية أطروحاتها على العديد من الوسائل والقنوات الإعلامية، وبالأخص بعض البرامج الرياضية التي ظلت تمارس - للأسف - الكذب والافتراء والتضليل؛ فجاء من وصفهم الزميل الأستاذ محمد العبدي بنجوم تويتر؛ ليفضحوها بردود مقنعة، وأرقام وحقائق ووقائع مثبتة موثقة بالصوت والصورة.. وعلى غرار الحسابات المهمة المؤثرة في التويتر الداعمة لأمن ونماء وبناء واستقرار الوطن، وتلك التي تنشر القيم والقيمة والفائدة والمعلومة الصحيحة في مختلف المجالات، فإننا في الشأن الرياضي أمام واقع جديد، يجعلنا أكثر تفاؤلاً بقدوم حراك إعلامي رياضي، يرتقي بذائقة المتلقي، ويتجاوز مخاض البدايات إلى حيث فرز الأسماء من خلال إثبات الوجود بالإقناع، واكتساب الثقة بالمصداقية، وتهميش وتطنيش الغوغائية المبتذلة على طريقة البقاء والانتشار والاستمرار للأفضل.