تتجه الأنظار إلى القمة العربية التي تعقد في المملكة العربية السعودية غدًا الأحد في مدينة الظهران والتي سوف يترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تأتي هذه القمة في ظروف قاسية تعيشها الدول العربية في العديد من الأزمات. وقالت الجامعة العربية: إن هناك عدداً من الملفات المهمة التي ستطرح على ملوك وقادة الدول العربية ومنها القضية الفلسطينية، والأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، والتدخلات الإيرانية والتركية في شئون الدول العربية ومكافحة الإرهاب بالإضافة إلى بحث القضايا الاقتصادية والاجتماعية بين الدول العربية. وقد استكملت كافة الترتيبات والتحضيرات من قبل وزراء خارجية الدول العربية، الذين ناقشوا هذه الأزمات في الدول العربية بمشاركة مبعوثين من قبل الأممالمتحدة.. واتخذت حيال هذه الأزمات عدد من التوصيات التي سوف يبحثها القادة. كما ناقش الوزراء الأوضاع في اليمن والمبعوث الأممي الجديد لليمن من حيث الأبعاد السياسية والعسكرية والإنسانية بالإضافة إلى أن الوزراء ناقشوا التصدي للتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية وأن محور نقاش القادة سوف ينصب على هذا الجانب باعتباره تدخلاً سافراً في قضايا الشعوب. كما أن القمة العربية سوف تناقش إطلاق الصواريخ البلستية اتجاه المملكة.. وامتلاك هذه المليشيات الحوثية لهذه الصواريخ يعد تطوراً خطيراً، ويدخل الأزمة في أزمات خطيرة في المنطقة خاصة وأن من يزودون هذه المليشيات بهذه الصواريخ هي دولة معادية للأمة العربية وهي إيران، حيث أصبحت تهدد الأمن القومي العربي ووحدته الإقليمية.. وأن الأمة العربية لابد أن تحمي مصالحها وشعوبها من هذه المليشيات ومن هذه الدول التي تغذي الإرهاب. من جهة ثانية قال الوزير المفوض في الجامعة العربية السيد/ محمود عفيفي: إن هذه القمة ستحظى بمشاركة واسعة من قبل القادة العرب، كما يشارك فيها عدد كبير من مسؤولي المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية في مقدمتهم انطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني، بالإضافة إلى ستيفان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص بسوريا. وأعرب عفيفي، عن أمله في أن تنجح القمة العربية بالدمام في إصدار القرارات، وتبني المواقف التي من شأنها تمكين الدول العربية من التصدي بفاعلية للتحديات والتهديدات الراهنة، مؤكداً ثقته في أن انعقاد القمة في المملكة العربية السعودية، والتي تشكل ركناً أساسياً في منظومة العمل العربي المشترك، سيوفر زخماً كبيراً وقوياً للتعامل مع مختلف القضايا والأزمات بالمنطقة. وأوضح أن القضية الفلسطينية ستكون محوراً رئيسياً من محاور النقاش خلال «قمة الدمام»، وذلك في ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس واعتزامه نقل سفارة بلاده إلى القدس شهر مايو المقبل، بالإضافة إلى بحث الأفكار وخطة السلام التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس»أبو مازن» أمام مجلس الأمن في شهر فبراير الماضي. وقال عفيفي: إن إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع من قبل الحوثيين على الأراضي السعودية سيحظى باهتمام خاص خلال القمة العربية، باعتباره تصعيداً خطيراً ومقلقاً للغاية ليس بسبب استهدافه الصريح للمملكة العربية السعودية فقط لكنه ينطوي أيضاً على توسيع دائرة الصراع خارج اليمن وهو ما بدا واضحاً خلال الآونة الأخيرة. وأضاف عفيفي: إن القمة ستناقش عدداً من الملفات الاقتصادية والأبعاد الاجتماعية والتنموية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، إلى جانب العديد من الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية من بينها الأمن المائي والربط الكهربائي ومبادرة السودان لسد الفجوة الغذائية في العالم العربي، والاتحاد الجمركي وتفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واستكمال التصديقات اللازمة لدخول تلك الاتفاقيات حيز النفاذ، باعتبارها تشكل نقلة نوعية كبيرة في منظومة العمل العربى المشترك.