الأمر الذي لا يعرفه الاغلبية أن اللاعب المصري الدولي محمد صلاح احتاج إلى سبع سنوات لكي يصل إلى ما وصل إليه من نجومية وشهرة جعلته أغلى لاعب عربي وأفريقي بل تجاوز ذلك ليصبح أغلى لاعب بفريقه الحالي ليفربول الإنجليزي إذ تبلغ قيمته السوقية اليوم 245 مليون يورو. محمد صلاح بدأت مسيرته الكروية من «المقاولون العرب المصري» واحترف في أوروبا عام 2012 مع نادي بازل السويسري وهو من الأندية المغمورة على المستوى الأوروبي وقدم معه مستويات أكثر من رائعة جعلته تحت أنظار مدرب تشيلسي آنذاك البرتغالي مورينيو الذي ضمه لصفوف فريقه عام 2014 وكانت تجربة لم تحقق النجاح المطلوب بسبب وجوده في أغلب المباريات على دكة البدلاء لينتقل بعدها إلى الدوري الإيطالي بالإعارة لنادي فيورنتينا باحثاً من هذا الانتقال عن فرصة اللعب كعنصر أساسي وبعدها انتقل إلى روما الإيطالي قبل أن يعود مجددا إلى الدوري الإنجليزي مع فريق ليفربول الذي يعيش معه حاليا أفضل فتراته الكروية جعلته محط إعجاب جميع الرياضيين على مستوى العالم. ما يميز مسيرة محمد صلاح الاحترافية انها بدأت من الصفر وليس العكس إذ احترف في أوروبا وهو ابن 18 ربيعاً تقريبا، هذه المسيرة الرائعة والمميزة المليئة بالإصرار والكفاح والرغبة الكبيرة في تقديم نفسه كلاعب كرة قدم محترف حقيقي. وتعد تجربة فريدة وعظيمة له ويجب ان تكون بمثابة خارطة الطريق التي نسير عليها مع لاعبينا السعوديين إذا أردنا فعلاً أن نصنع منهم لاعبين محترفين حقيقيين، فتجربة احتراف بعض اللاعبين السعوديين الحاليين بالدوري الإسباني هي فكرة رائعة لكن جاءت بالتوقيت الغلط، ولم تنفذ بالشكل الصحيح أيضاً لعدة أسباب جوهرية وكبيرة فذهاب لاعبينا قبل نهاية الموسم الكروي بأشهر قليلة للاحتراف مع أندية قوية وكبيرة في دوري قوي جدا مثل الدوري الإسباني فيه ظلم كبير لهم، فالواقع يقول إنه لا يوجد أي لاعب سعودي حالياً مهيأ للاحتراف خارجياً مهما بلغت نجوميته وعطائه، فلاعبونا ينقصهم الكثير ليصبحوا لاعبين محترفين لكرة القدم، فتجربة احتراف لاعبينا بالدوري الإسباني اعتقد ان ضررها أكبر من نفعها عليهم، فغيابهم عن المشاركات الرسمية لمدة تصل إلى اكثر من شهرين سيكون مؤثرا جداً على عطائهم الفني والبدني، ولاسيما ونحن على أبواب كأس العالم 2018 في روسيا وهذا ما كان واضحاً للجميع في مباراة أوكرانيا الودية الأخيرة التي خاضها منتخبنا. كما أن عدم نجاح اللاعبين السعوديين في مقدرتهم على فرض أنفسهم كلاعبين أساسيين مع فرقهم وتواجدهم الدائم خارج تشكيلة 18 لاعباً سيهز كثيراً من ثقتهم بقدراتهم وسيكون أثره النفسي عليهم كبير ويحتاج وقت طويل لمعالجته لإخراجهم من هذه الوضعية النفسية الصعبة. لذا فاليوم يجب أن نكون أكثر شجاعة من أي وقت مضى ونعترف أن تجربة احتراف لاعبينا بالدوري الإسباني قد فشلت تماماً، فالشمس لا تحجب بغربال، ولابد أن نفكر بطرق أكثر احترافية لتصدير اللاعب السعودي إلى أوروبا كلاعب محترف، وأولى هذه الخطوات التي يجب أن نقف عندها هي ان معظم الجيل الحالي من لاعبينا فاتهم قطار الاحتراف خارجياً بشكل نهائي، وعلينا ان نفكر في إعداد بعض اللاعبين السعوديين من خلال الفئات السنية وتجهيزهم لخطوة الاحتراف الخارجي بكل قوة في المستقبل، إذا كنا فعلا نبحث عن لاعب سعودي ينجح خارجياً أما غير ذلك فهو مضيعة للوقت والمال.