قدم الباحث الشيخ عثمان بن عبدالعزيز العسكر مؤخرًا دراسة علمية تنضم إلى الدراسات المميزة في تراجم الشخصيات، حيث تحدث عن الشيخ القاضي محمد بن سليمان المولود سنة (1345) بمدينة جلاجل والمتوفى سنة (1422ه) بالعاصمة الرياض. وهذه الدراسة التي هي في أصلها مقدمة لنيل درجة الماجستير بمعهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي في جامعة أم درمان الإسلامية، ونال بها العسكر تقدير ممتاز، هذه الدراسة كتبها صاحبها بعد ملازمة للقاضي ابن سليمان سنوات عديدة قرأ عليه فيها عشرات الكتب والمتون العلمية، ووجه إليه في هذه السنوات الكثير من الأسئلة في شتى فنون المعرفة. وقد أفرد الباحث العسكر شيخه ابن سليمان بأربعة فصول، وفي كل فصل خمسة مباحث ثرية. فقد خصص الباحث الفصل الأول للحديث عن سيرة ابن سليمان، فتحدث عن نسبه ونشأته، وصفاته وسجاياه، ولم يفغل الحديث عن زواجه، وأنه لم يكتب له الذرية التي تحفظ اسمه، لكنه ورث علمًا غزيرًا حفظ اسمه وذكره. وأما الفصل الثاني فقد كان للحديث عن النشأة العلمية فمبحث عن بدايته في طلب العلم، وآخر عن نبوغه المبكر، ثم تحدث عن رحلته إلى المجمعة ولقائه بالعلامة الكبير الشيخ عبدالله العنقري. ومن الطبيعي أن يتحدث العسكر عن الانطلاقة العلمية لدى الشيخ ابن سليمان، بل جعل لها فصلا خاص، وهو الفصل الثالث حيث رحلته إلى الرياض والإمامة والوعظ في القصور الملكية، ورحلات الحج والقراءة على علماء الأمة. وختم الباحث العسكر كتابه بالفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان صدارة الشيوخ، فكلام عن أعماله القضائية، ودرر عن مكتبته الخاصة وحديث عن علماء عاصروه وزاملوه في طلب العلم. وهذه مقتطفات من هذا الكتاب الذي قاربت صفحاته المائة وثمانين صفحة، وكلها تدل على كتاب علمي كبير يظهر ذلك بجلاء لكل من طالع قائمة المراجع التي رجع إليها المؤلف في كتاب، وطريقة ترتيب الفهارس التي تخدم الباحث وتقربه من المعلومة.