لعب الهلال على ملعبه الجديد (ملعب جامعة الملك سعود) للمرة الثانية في لقاءٍ دوري أمام الفيصلي، وتغلب على خصمه العنيد مواصلاً سعيه الحثيث في الاحتفاظ بلقبه للمرة الثانية على التوالي والخامس عشر في تاريخه. الملعب (وأنا أحد الذين استمتعوا بالحضور فيه) تحفة ولا شك، والحضور فيه هو تجربة مختلفة تماماً عن الحضور في استاد الملك فهد الدولي واستاد الأمير فيصل بن فهد بالملز. فعدم وجود المضمار، وقرب المقاعد من أرضية الملعب تجعلك في قلب الحدث فعلاً. ما تم إنجازه في الملعب من تأجير للمحلات التجارية بمختلف أنواعها، وبيع التذاكر إلكترونياً، والبوابات الإلكترونية، وربط أرقام المقاعد بالتذاكر، هي بلا شك جهوده تحسب لشركة صلة أولاً وإدارة الهلال ثانياً لتسهيل حضور الجماهير وترغيبهم فيه. ولكن... في حقيقة الأمر أن التنظيم الحالي إن لم يتم تعديل مواطن الخلل فيه، فإن الجماهير الهلالية المتحمسة للحضور الآن لخوض التجربة الجديدة، سيتسرب لنفوسها الضجر وتبدأ بالعزوف عن الحضور ويبدأ (محيط الرعب) بالجفاف من محبيه. فالتنظيم المروري خارج الملعب هو معضلة حقيقية، فرغم وجود مساحات للمواقف، فإن مداخلها تغلق بدون أي سبب منطقي، ورجال المرور أو المنظمين يُشعرونك بأنهم يبحثون عن إبعادك عن المكان أكثر من مساعدتك على الوقوف بسهولة. فلا لوحات إرشادية توجهك من مداخل الجامعة الخارجية، ولا ردود واضحة تنهي هذا التكدس المروري الذي يصل لخارج الجامعة. وحتى حاملي بطاقة المنصة، تم منعهم من الوقوف في المواقف المخصصة لهم وتوجيههم لمواقف خارجية بحجة امتلاء المواقف، رغم عدم صحة ذلك. أما بخصوص التذاكر وحجزها، فقد عانت بعض الجماهير (وأنا أحدهم) من استيلاء رابطة الجمهور على مقاعدهم، رغم الشراء المبكر والاعتماد على النظام للمحافظة على مقعدك. وحتى عند طلب المساعدة من المنظمين، كانت الإجابات لا تتعدى عبارة (ما بيدنا شي). الأدهى والأمر، إنه تم فتح البوابات الإلكترونية للجميع من حاملي التذاكر الأصلية، والمصورة، ولمن لا يحملون تذاكر من الأساس، والعذر كما قاله أحد المنظمين المسؤولين عن البوابات الإلكترونية (لما شفنا الزحمة، فتحنا البوابات للجميع)!! هذه التصرفات التي تحصل من شأنها تعكير جو الجماهير، بل وتوصلهم للإحجام عن الحضور. فليس من المنطقي أن يضيع المشجع كل وقته في دوامة المرور والمنظمين، ثم يقف على مسافة بعيدة جداً عن الملعب، ليمشي كل تلك المسافة وهو لا يعلم هل سيجد مقعده الذي حرص على حجزه مبكراً أم لا. كل ما في الملعب جميل، وتلك الأخطاء والمنغصات سهلة الحل، فلا تبدأوا بمحاولة إصلاحها بعد ضياع الوقت.