استضافت اثنينية الذييب الشيخ فهد العندس، أستاذ علوم القرآن بجامعة الأمير سطام، في محاضرة بعنوان «أثر القرآن في حياتي» تحدث فيها الشيخ عن تأثير قراءة القرآن في حياة الشخص سواء للاقتداء بكلامه المبارك أو حتى القراءة على سبيل التعبد ومناجاة الخالق سبحانه وتعالى. وبينما شغل الشيخ عدة مناصب عليا في كلية الطيران الجوي واشتغاله أيضاً بأعمال التدريب فإنه اكتشف على حد قوله: «أن القرآن هو الحياة للجسد» وهو المعلم الأول للإنسان على كافة الأصعدة النفسية والاجتماعية والأخلاقية. فهو يهذب الشخص من كافة النواحي الإنسانية. ولا عجب في ذلك حيث يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ». وانتقل الشيخ بعد ذلك للحديث عن القرآن الذي هو سلاح البشر في مواجهة الشيطان ووسوسته. فهو منذ أن وسوس لآدم عليه السلام وأخرجه من الجنة وهو يتربص بالبشرية يوسوس لهم حتى نزل القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يعتبر القرآن سلاحاً لمواجهة الشيطان وذلك لمن اهتدى بهديه. يقول الشيخ مذكراً بقوله تعالى «فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله» أن هذا الأمر من الله يعني أن الشيطان لن يتركك تقرأ القرآن الكريم. وسيحاول شغل الناس عنه بشتى الطرق، كما يفعل مع بني البشر في كافة العبادات الأخرى. لذلك لابد لكل شخص من أن إدراك أهمية محاربة الشيطان والتغلب عليه خاصة عند قراءة القرآن التي فيها من الخير الكثير والبركة المحققة من القراءة. وأشار الشيخ فهد العندس لدعوة الخالق عز وجل للمؤمنين ليقرأوا القرآن الكريم وحثهم على المواظبة على ذلك طول الوقت، حيث تلى قوله تعالى: «عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ». أما سورة البقرة فختم الشيخ العندس حديثه بالحديث عن فضلها وأثرها على النفوس مذكراً بحديث النبي الكريم حيث تحدث عن فضلها بقوله: «اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة»، أي السحرة. فسورة البقرة هي سنام القرآن التي تطرد الشياطين من البيوت وتعالج السحر وتحصن حافظها وقارئها من السحر بإذن الله. يقول الشيخ: «توقفت كثيراً عند هذه السورة العظيمة، لما لها من بركة وفضل في تيسير أمر الشخص بإذن الله وقد طبقتها على حياتي فوجدت الكثير من البركة في حياتي». كما أن فيها من الآيات ذات الفضل الكبير والتي اخبر عنها النبي الكريم منها آية الكرسي وآيات خواتيم السورة، وكلها آيات خير وبركة. وذكر العندس الحضور بأنها تأتي مع سورة آل عمران كغمامتين تظلان صاحبهما وتحاجان عنه يوم القيامة، وذلك في معرض دعوته للضيوف الاثنينية بأن يلازموا قراءة القرآن للتعبد وأخذ البركة. في نهاية هذه الأمسية الدينية الشيقة تقدم حمود الذييب بتقديم درع تذكاري للشيخ فهد العندس شاكراً له حضوره.