1 - حينما تستفيق المنشأة على وضعها المتأزم الحرج.. تبدأ بالتحركات المضطربة المتعجلة المنفعلة.. وهذا يسبب أفول روح التعاون وصعود روح المناكفة بين أفراد فريق العمل.. ويبدأ المدراء بفرض قراراتهم الفردية.. ويصرون على تطبيقها بصورة قسرية.. وتنعدم أواصر العلاقة في الفريق الواحد.. بعدها يضطر المدراء إلى إعادة تنظيم هيكلة المنشأة.. ويزداد التركيز على التنظيم الداخلي دون الالتفات إلى المتغيرات الخارجية.. وتبدأ قيادات المنشأة بالانعزال وخلق الحواجز بينها وبين فريق العمل. 2 - عندما تكشر المخاطر عن أنيابها تجاه المنشأة ويهبّ الجميع للبحث عن سبل إنقاذها من الانهيار.. يكون تفكير القيادة منحصراً في تقليل الخسائر ولا يعد لغرور النجاح مكان.. وتأخذ روح الانهزامية في التفشي بين أفراد فريق العمل.. وتنطلق المساعي الدؤوبة للبحث عن منقذ في شخصية ملهمة من داخل المنشأة أو من خارجها. 3 - كثير من المنشآت الآيلة للسقوط تتخذ إجراءات ذات تأثير جذري على كيان المنشأة في محاولة إنقاذها.. كالاندماج أو الاستحواذ على شركات تساعد في دعم الإنتاج أو التسويق.. لكن المشكلة أن معظم تلك المحاولات تتسم بالذعر والارتباك وتكون أشبه بالقفز في الظلام.. ربما تخلق هذه المحاولات الحماس في بداية الأمر إلا أنه يكون غالباً حماساً متشككاً هشاً.. وتسرع الكفاءات إلى الهروب فلا يبقى في المنشأة إلا الأقل كفاءة الذي لم يجد مكاناً آخر للهروب. 4 - حينما تدخل المنشأة مراحلها الختامية تسود العجلة في اتخاذ القرارات.. ويصاحبها ضجة إعلامية وحملة اتصال داخلية مع موازنة مالية منهكة.. تستمر تلك الحالة لفترة حتى تنكشف النتائج المبالغ في توقعاتها فتبدأ مرحلة الختام.. ويكون الخيار إما بالاستسلام حيث لا جدوى من المقاومة فتعلن المنشأة إفلاسها وتغلق أبوابها.. أو أن تتقلص وتنكمش في محاولة للنجاة والعيش فقط وتتراجع عما كانت عليه وتدخل طي النسيان بعد مجد سابق. 5 - مرحلة ما قبل الختام النهائي هي التي تحدِّد هل سيكون السقوط مدوياً أم مخملياً أم يتم إنقاذ المنشأة.. ففي هذه المرحلة ترتفع نسبة التدوير بين الموظفين.. وتتآكل القوة المالية للمنشأة فتخرج الأمور عن السيطرة.. ويتجه القرار في المنشأة إلى أن يصبح مركزياً.. ويصاب المدراء بالتعب والإرهاق وبالتالي يقعون في فخ الإحباط.. ويبدأون في التخلي عن طموحات الإنقاذ للمنشأة إلى النظر في إنقاذ أنفسهم أولاً.. ويصبح من المستحيل اتخاذ قرارات إستراتيجية.. وتصب كل القرارات باتجاه الإصلاحات السريعة والترقيعية انتظاراً للحظة الوفاة والدفن.. وكلما طالت هذه المرحلة كلما كان السقوط أصعب والخسائر أفدح والضرر أعمق.