على مدار عقد كامل ومنتخبنا الوطني لكرة القدم يدور في حلقة مفرغة غير قادر على الخروج منها، وهي الحلقة التي ظل يبحث فيها عن نفسه فلا يجدها، فمنذ انهياره في العام 2002 إبان مونديال كوريا واليابان على إثر خسارته الشهيرة من منتخب ألمانيا بثمانية نظيفة وهو يعيش هذا الوضع المتخبط رغم كل المحاولات التصحيحية تارة والترقيعية تارة أخرى لإخراجه من دوامته؛ لكن الفشل كان مآل كل تلك المحاولات. البداية كانت بقرار حل "منتخب النكبة" وتشكيل منتخب جديد عقدت عليه الآمال في استعادة ماء وجه الكرة السعودية الذي أريق في أكبر محفل كروي، وهو المنتخب الذي تولى الإشراف عليه الأمير تركي بن خالد، وبعد بداية مبّشرة في استحقاقين إقليميين هما كأس العرب وكأس الخليج، واللذان توجا بهما (الأخضر) ما ساهم في رسم ملامح تفاؤل في عيون أنصاره بعودة قريبة بيد أنه انهار سريعاً في نهائيات كأس آسيا 2004 فتبدد الحلم الوردي. المهمة آلت باستقالة تركي بن خالد لفهد المصيبيح الذي تولى إدارة المنتخب تحت رئاسة الأمير نواف بن فيصل، ورغم المحاولات الحثيثة التي جرت لضبط إيقاعه والنجاحات التي تحققت في محطات مهمة كوصوله لمونديال ألمانيا 2006، وعبوره للمباراة النهائية في كأس آسيا 2007 والذي خسره بشرف أمام العراق بالمنتخب الذي عرف يومها ب "منتخب الأحلام" إلا أنّ سقوطه المتتالي بعدها والذي كان أصعبه الفشل في العبور لمونديال جنوب أفريقيا، ومن ثم الخروج من الدور الأول لكأس آسيا في الدوحة أسهم في طي ملف هذه المرحلة باستقالة الأمير سلطان بن فهد وخروجه من المشهد الرياضي كاملاً. صدمة الغياب عن المونديال الأفريقي، والفشل الذريع في الاستحقاق القاري استدعت الأمير نواف بن فيصل رئيس الاتحاد الجديد لاتخاذ قرار استراتيجي بتشكيل إدارة جديدة لمرحلة جديدة كان عنوانها الأول تعيين محمد المسحل على رأسها وتوفير كل الإمكانات المادية واللوجستية للمشروع الجديد، وبعد سلسلة قرارات استراتيجية على كافة المستويات الفنية والإدارية دخل الأخضر التصفيات الأولية لمونديال البرازيل 2014 فكان الفشل الذري في الانتظار ليسقط (الأخضر) ويسقط معه اتحاد الكرة الذي أعلن استقالته ليرحل الأمير نواف بعد عام فقط من توليه المسؤولية. بتلك الاستقالة بدأت مرحلة جديدة ومغايرة في عمر الاتحاد السعودي وذلك بتولي أحمد عيد الرئاسة مكلفاً في بادئ الأمر، ثم رئيساً بالانتخاب بعد أن قدم برنامجاً انتخابياً قال فيه أن أهم أولوياته تقوم على وضع (الأخضر) على السكة الصحيحة للانطلاق به نحو آفاق جديدة، وكانت البداية بحمل معول كبير بدا واضحاً أنّ مهمته هدم خطة المسحل والتي بدأت بإقالة المدرب ريكارد وأجهزته الإدارية والفنية، وتفتيت المنتخبات السنية والتي كانت وحدها مشروعاً كبيراً وحالماً. بداية عمل الاتحاد الجديد مع المنتخب الأول كانت موفقة بفوزين في التصفيات التمهيدية لكأس آسيا على الصين وأندونيسيا لكنهما لم يعيدا شيئاً من الماء للشرايين المتجلطة في جسد المنتخب؛ رغم محاولة البعض تهويلهما، واعتبارهما منعطفاً مهماً في مستقبل (الأخضر)، حتى جاءت بطولة osn الودية التي استضافها وحلّ فيها في قاع الترتيب لتكشف أن الشق أكبر من الرقعة، ولتؤكد على أن المنتخب مازال وبعد أكثر من عشر سنوات ومع كل تلك المحاولات لم يتعاف من متلازمة الفشل.