في الرياضة .. الحسابات الدقيقة لا تقبل التخمين ولا التجارب .. ولا القرارات النابعة من وصاية الجماهير العاطفية ..!! وفي الأندية .. الكتمان سر النجاح .. ونشر الغسيل وراء الانهزامية والتشتت والخلاف والاختلافات ..!! وحينما نتأمل مسيرة الهلال الكيان .. نجد إنه النادي المؤسساتي الذي يدفن خلافاته بين الجدران الأربعة .. والذي لا يخضع لاراء جماهيره المنفعلة .. والذي كانت صحافته لا تنجرف وراء ما يحاك لفريقها ونجومها ومدربيها ..!! لكن هذه السياسة القوية والمتزنة .. أخفقت هذا الموسم بدرجة امتياز .. ونجحت سنارات الأقلام المتصيدة في المياه الزرقاء..ان تصطاد أكثر من سمكة في عدة أشهر .. وبدل المواجهة المعتادة من الأقلام الزرقاء .. ولأول مرة في تاريخها هرولت مع سنارة المتصيدين .. وأخرجت توماس دول من سباق الدوري .. والحقيقة التي صحا عليها الهلاليون .. ان هاسيك لم يكن في مسيرته القصيرة أفضل من دول ..!! الأفضلية بين المدربين .. ليست صلب اهتمامنا .. ولكن ما أردت الوصول إليه هو تأثر الإعلام الأزرق بغيره .. بعدما كان هو المؤثر في الساحة الإعلامية الرياضية .. وأوردت ملف إقالة الألماني توماس دول .. كمثال على انقلاب المعادلة .. لأن من بدأ التشكيك في دول هم الخصوم .. واستبدل الإعلام الأزرق المواجهة بالضد .. إلى صب الزيت على النار حتى ترسخت فكرة الفشل عند المدرج الهلالي الذي شكل ضغطا كبيرا على اللاعبين والإدارة ..!! واليوم يتكرر المشهد .. ويقع الهلاليون في الفخ الذي نصب لهم في دوري أبطال آسيا .. بالانشغال ببقاء الشاعر أو رحيله عن كرسي الرئاسة .. ومواصفات الرئيس الجديد .. وللمرة الثانية يهرول الإعلام الأزرق خلف هذا الملف الذي لا يتناسب مع مرحلتهم الحرجة في هذه البطولة بالذات ..!! أرى أن الهلال فقد حصانته التي كان يتمتع بها في السنوات السابقة .. وبدأ الكتمان الذي كان ميزة له .. يتحول لإذاعة متنقلة في الأرض والفضاء ..!! من يعيد العربة لسكة الهلال المعتادة ؟! من يفرمل هذه السرعة الجنونية في ضياع مكتسبات الزعيم ؟! والسؤال الأهم من وجهة نظري هو .. إذا كان ضياع بطولة يحدث هذا الشرخ في البيت الأزرق .. فكيف إذا ضاعت بطولات في موسم واحد ؟! أسئلة تجلس على حافة القلب للإنسان الذي يعشق الكيان الأزرق .. ذاك الذي تربى في حضن البطولات .. وأجواء الكتمان .. والتأثير لا التأثر .. !! أعتقد أن هذا هو الفصل الذي لم يكتب في مسيرة الهلال حتى الان .. وبدأ هذا الموسم بنقطة وحرف وكلمة .. فهل يتحول إلى جمل وعبارات لنهاية الورقة .. أم يتدخل العقلاء ويمحون تلك النقطة والحرف والكلمة من البداية التي أدهشت الجميع ؟! مسرح الهلال لم ينتب فصوله منذ سنوات طويلة .. مشهد حزن وكآبة .. حتى مل جمهوره من فصول الفرح في كل موسم .. ويبدو أن العين أصابته ليتراقص على خشبته الحرس والعسس .. ومليون عين وعين .. تنظر إلى المشهد بحسرة العاجز حتى كتابة هذه السطور ..!!