الدوائر تدور وهكذا التاريخ السياسي للدول، وأيضا التاريخ الحضاري للشعوب، اليوم تركيا الحديثة وليست تركيا العثمانية ولا تركيا الخلافة الإسلامية تقول إن حدودنا الجنوبية عربية لا كردية، وأن شمال سوريا عربي وليس كرديا، هذا بعد أن كشف الأكراد عن نيتهم عن قيام الدولة الكردية الكبرى في شمال سوريا وجنوب تركيا وشمال العراق وغرب إيران، تمتد من غربي الأراضي الإيرانية وحتى غربي الأراضي السورية، تشمل أراضي: سورية وعراقية، وإيرانية، وتركية. أصبحت الدول التي احتفلت بالربيع العربي تركياوإيران وبعض دول أوروبا المقابلة لشواطئ الشمال الإفريقي تعيد قراءة حساباتها في الربيع العربي ليس خوفا من ينتقل لها وإنما من نتائج الربيع العربي، فما هي المخاوف: أولا: تركيا، وجدت نفسها بعد ربيع العرب التي احتفلت به لمصالحها في الحصول على مكاسب من انهيار العرب السياسي والاقتصادي أن تتمدد وتحصل على حصة اقتصادية أكبر، فوجدت نفسها بين كماشة قيام دولة كردية في حدودها الجنوبية التي ستقطع من أراضيها وشعبها الذي ينتمي للعرقية الكردية. ثانيا: إيران، إيران التي رقصت طرباً على الربيع العربي حتى أنها لم تتمالك نفسها وكشفت عن نواياها وخططها التي كانت تعمل عليها منذ عام 1979م من قيام الدولة الخمينية والملالي وهي تعمل بصمت وتكتم حتى فضحت نفسها بعد الربيع بإعلانها الذي تتباهى به أمام العالم ولا تتحفظ بأنها تحتل (4) عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء وتستعد للالتفاف على باقي دول الخليج، فبعد زغاريد الفرح الإيراني استيقظت على نارين مشتعلتين هما: نار ثورة الداخل التي تطالب بالإصلاحات الإدارية والاقتصادية والمطالبة بإسقاط نظام الملالي وولاية الفقيه، والنار الثانية والأشرس هي قيام دولة كردية على أراضيها الغربية تلتقي بأكراد العراقوتركيا. ثالثا أوروبا غرب البحر الأبيض المتوسط قبالة دول العرب في الشمال الإفريقي: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا التي تشكل السياج البشري والسياسي ضد هجرة الخزان البشري من شرقي ووسط أفريقيا وما يعرف الطوفان السكاني والصراع الدائم بين دول الشمال ودول الجنوب. من رقص على ما اعتقدوه انهيار الدول العربية في الشرق الأوسط نتيجة الربيع والفوضى الخلاقة هم من يدفع فاتورة الفرح.