كانت التسمية القديمة للعراق هي بلاد النهرين لكن التسمية لا تختص بالعراق وحده أو منفردا، بل تشمل إيران شرقا، وتركيا شمالا، وسورية الشام غربا؛ أي تشمل وسط وشمال دول جنوب آسيا، ثم اختصرت التسمية لتكون مختصة بالعراق الحالية، وهذه التسمية الجغرافية الواسعة تعود لأزمنة بعيدة للعهد السومري قبل (5) آلاف سنة والعهود التي تلته: آكاد والبابلي والآشوري والكلداني والساساني، والفتح الإسلامي، الدولة العباسية، الدولة العثمانية، الانتداب البريطاني في التاريخ الحديث، والملكية، والجمهورية في التاريخ المعاصر. هذا باختصار التاريخ - الجغرافي - للعراق الذي ارتبط بتسمية بلاد النهرين أو بلاد بين النهرين، لكن التسمية بدأت تختفي تقريبا من الفتح الإسلامي في أوائل القرن الهجري الأول في عهد عمر بن خطاب. وظهرت التسمية الواسعة لسطح الأحداث في الألفية الثالثة منذ عام 2010م بداية الربيع العربي وتأكدت عودتها 2017 م عندما أعلن الأكراد عن قرب ولادة دولتهم على التراب العراقي، أيضا النية عن قيام دولة الأكراد الكبرى التي تمتد من غرب الأراضي الإيرانية- غربي إيران - مرورا بشمال العراقوجنوب وشرق تركيا وغربي سورية، فأصبحت تركياوإيرانوالعراق وسورية في شبكة جغرافية وسياسية واحدة هي بلاد النهرين. والآن يتم التحضير لقيام دولة كردية في الأراضي السورية على طول خط الحدود التركية والملاصق تماما لمناطق الأكراد الترك، بعد أن رسم أكراد العراق دولتهم القادمة شمالي العراق، أيضا أكراد إيران الملاصقين لأكراد العراقوتركيا يعملون ومنذ زمن لقيام دولتهم القادمة على الأراضي الإيرانية، واليوم أمريكا تسلح أكراد سورية على الحدود التركية، وهذا سيتطور إلى التسليح العلني لأكراد العراقوإيران. أما روسيا التي تدير المعارك في سورية لدعم بشار وقواته وتدافع عن وحدة الأراضي السورية، فإنها قد تغير موقفها وتقبل التقسيم، وقيام دولة كردية على الأراضي السورية وتتوافق مع أمريكا التي تتجه إلى التقسيم، والتقسيم يعني اقتطاع أراضي من إيرانوتركياوالعراق وسورية. إذن بلاد النهرين تثبت مرات عدة أنها داخل منظومة واحدة، وأن دول مثل تركياوإيران تعتقد قيادتهما السياسية أن كل وحدة هي اللاعب القوى بالمنطقة، اكتشفت كل دولة أنها الخاسر الأكبر، وربما قد تتقسم الدولة أوتنتزع منها مناطق.