يستغرب المتابع لما يجري في اليمن من تقاعس المجتمع الدولي عن مواجهة العصابات الحوثية التي تعبث باليمن وتواصل قتلها وإيذاءها لأهل اليمن دون أن يصدر أو يفعل إجراء يوقف هذا الإيذاء بل تعمل جهات بعضها يتلبس لباس المنظمات الدولية على تحميل التحالف العربي المعاناة التي تحاصر أهل اليمن. الأممالمتحدة وعبر ممثلها إلى اليمن أدانت الحوثيين وأكدت أن تماديهم واستمرار إيذائهم لليمنيين وبالذات أهل صنعاء شيء ثابت، وأنهم لا يتجاوبون مع جهود الأممالمتحدة في وضع حد لمعاناة اليمنيين وبالذات الذين يعيشون في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي. هذا التشخيص صدر عن كبير موظفي الأممالمتحدة ويعيش الوضع ويعرف كل تفاصيله، وهو تشخيص أبلغ للأمم المتحدة التي ورغم أنها أصدرت العديد من القرارات إلا أن الحوثيين مستمرون بالرفض وعدم التعاون ويواصلون قمع اليمنيين دون أن يتخذ إجراء ضدهم، ورغم أن الأممالمتحدة تعلم أن الحوثيين يستعملون ميناء الحديدة ومطار صنعاء لتهريب الأسلحة ومنها الصواريخ البالستية التي ترسل للحوثيين أجزاء ويقوم خبراء وضباط إيرانيون ولبنانيون من عناصر حزب الشيطان اللبناني بتجميعها وإعادة تركيبها ليتم إطلاقها على الأراضي السعودية، إلا أنه لم تتعاون الأممالمتحدة في إنهاء دور ميناء الحديدة ومطار صنعاء اللذين طلب المجتمع الدولي وضعهما تحت الإدارة الدولية، على العكس من ذلك تطالب الأممالمتحدة رفع الحصار عن الميناء والمطار لإيصال المساعدات الإغاثية للمناطق التي يحتلها الحوثيون، ومع أن دول التحالف نفسها ترسل المساعدات ومنها ما تم إرساله من ناقلة ضخمة محملة بالوقود لتزويد صنعاء بالبنزين والغاز إلا أن «المساعدات الملغومة» التي تتضمن أسلحة وأجزاء من الصواريخ التي تفكك ويتم إعادة تركيبها في مصانع وورش أقامها الإيرانيون ويديرها ضباط من الحرس الثوري وعناصر حزب الشيطان اللبناني. الحوثيون حولوا صنعاء إلى سجن كبير إذ لا يجوز لأي يمني أو حتى أجنبي «طبعاً غير الإيرانيين واللبنانيين والمرتزقة الأفارقة والعراقيين» الذين استقدمتهم مليشيات الحوثيين إلى صنعاء للمشاركة في قتال الصنعانيين، إذ لا يمكن للصنعاني الخروج من العاصمة إلا بتصريح موقع من الأمن الوقائي الذي أصبح يتحكم بكل من يقيم في صنعاء ومع هذا لا تحاسب المليشيات الحوثية على إجراءاتها القمعية لأهل صنعاء مثلما تتجاهل الأممالمتحدة محاسبة من يدعمون الحوثيون ويقوهم على رفض التعاون مع الأممالمتحدة وتنفيذ قراراتها، وفي مقدمة هؤلاء الداعمين لعبث وتمرد الحوثيين النظام الإيراني الذي يزودهم بالأسلحة والنظام الحاكم في قطر الذي يمدهم بالأموال ويزودهم بالمعلومات التي كانت بحوزته عن شركائه في دول مجلس التعاون الذين لا يزالون يعتبرون قطر دولة شقيقة وإن انحرف حكامها واتجهوا إلى الحضن الفارسي.