الملاحظ على ساحات القتال في اليمن أن الميليشيات الحوثية آخذة في الانهيار بمرور الوقت، فالجيش اليمني بدعم من قوات التحالف يحقق المزيد من الانتصارات الساحقة على الأرض، كما أن قيادات الميليشيات تتساقط الواحدة بعد الأخرى كما هو الحال مع رئيس هيئة الأركان بوزارة الدفاع الخاضعة لسيطرة الميليشيات بصنعاء حيث قتل في غارة لتحالف دعم الشرعية باليمن استهدفت اجتماعًا للحوثيين في الحديدة، وسقوط تلك القيادات أثر على مختلف الخطط الحوثية على ساحات المعارك الدائرة. وقد أضحى الجيش اليمني على بعد تسعة كيلو مترات من مدينة الحديدة، وقد أخر استعادتها لأمور تتعلق بسلامة المدنيين الذين يتخذهم الحوثيون دروعًا بشرية، غير أن قوات الشرعية ما زالت تواصل تقدمها في صعدة بالشمال والحديدة بالجنوب، وقد لجأ الحوثيون بعد شعورهم بالخسائر الفادحة في القيادات والعناصر إلى تجنيد الأطفال واتخاذهم دروعًا بشرية وزرع الألغام المهددة لحياة المدنيين، وهي اجراءات تعسفية تظهر مدى العجز الذي وصلت اليه تلك الميليشيات وعدم نجاحها في احراز أي تقدم يذكر في معاركها الخاسرة مع الشرعية. وما زال النظام الإيراني الخدين لتلك الميليشيات الإرهابية يزودها بكميات هائلة من الصواريخ الباليستية التي تشن على بيوت العزل من المدنيين بمحافظة صعدة، وقد استولت قوات الشرعية على كمية كبيرة منها في الحديدة، وتسعى تلك القوات مع التحالف العربي لوقف تهريب الأسلحة من إيران بما فيها تلك الصواريخ عبر ميناء الحديدة، وإزاء ذلك فان السيطرة على موانئ الحديدة ومطارها مهمة أساسية لقوات الشرعية للحيلولة دون وصول الأسلحة الإيرانية إلى تلك الميليشيات المنهارة. والضربات القاتلة التي يوجهها الجيش اليمني والتحالف التي أسفرت عن تقدم ملحوظ للسيطرة على ميناء الحديدة وسقوط العديد من القيادات الحوثية سوف تؤدي إلى التعجيل بالحل السياسي دون شروط، لاسيما أن المبعوث الأممي يتفاوض حاليًا مع الميليشيات الحوثية لتسليم ميناء الحديدة ومطارها إلى الأممالمتحدة قبل السيطرة عليها من قبل قوات الشرعية والقوات الموالية لها، والحل السياسي هو الدواء الأخير للداء الذي استشرى داخل اليمن بتسلط الحوثيين ومن يقف خلفهم على إرادة الشعب اليمني وحريته واستقراره. النصر النهائي على تلك الميليشيات هو ما يلوح على ساحات القتال، فتقدم قوات الشرعية هو السائد على تلك الساحات، ومحاصرة موانئ الحديدة ومطارها هو ما تركز عليه قوات الشرعية للحيلولة دون حصول الميليشيات الحوثية على الأسلحة الإيرانية المهربة، فتلك الميليشيات أضحت شبه محصورة داخل اليمن وليس أمامها إلا الاستسلام أو القبول بالحل السلمي دون شروط، ويبدو بجلاء من خلال المعارك الدائرة أن تلك الميليشيات سوف تعلن استسلامها في القريب العاجل أو تعلن قبولها بالحل السلمي لتعود الشرعية المنتخبة بارادة اليمنيين إلى بلد حاول أولئك الانقلابيون القفز على ارادته وسيادته وأمنه.