تزامناً مع تحركات سياسية مكثفة من الرياض حيث تسعى المعارضة لتوحيد موقفها قبيل محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة ومباحثات روسية - تركية في سوتشي للدفع بجهود السلام قدما في سوريا.. تفاجأ العالم أمس الاثنين بمجزرة جديدة في بلدة الاتارب في شمال سوريا التي تسيطر عليها فصائل معارضة إسلامية راح ضحيتها 53 شخصاً غالبيتهم مدنيون في غارات جوية روسية - سورية استهدفت سوقا تجارية في المدينة، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أن معظم الضحايا مدنيون وبينهم 5 أطفال. وبحسب المرصد فقد حصدت الغارات عددا من الجرحى إضافة إلى وجود كثير من المفقودين كما ألحقت دماراً كبيراً بالسوق. يذكر أن روسيا وإيران أبرز حلفاء دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة كانوا قد توصلوا إلى ما سموه اتفاقا لإقامة أربع مناطق خفض توتر في سوريا في مايو في إطار محادثات استانا، وبدأ سريانه عملياً في ادلب ومحيطها في شهر سبتمبر, غير أن النظام السوري مدعوماً بالقوات الروسية لا زالا ينتهكان الاتفاق باستمرار الغارات على مناطق خفض التوتر. ودفعت المعارضة السورية بجهودها من توحيد موقفها قبيل محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة إذ أكدت أنها ستعقد اجتماعاً في نوفمبر الجاري بالرياض. وانطلاقاً من سياسة المملكة الداعمة لجهود إحلال السلام ومواجهة الإرهاب واستجابة لطلب المعارضة السورية لعقد اجتماع موسع في الرياض، بهدف التقريب بين أطرافها ومنصاتها وتوحيد وفدها المفاوض لاستئناف المفاوضات المباشرة في جنيف تحت إشراف الأممالمتحدة، ستعقد المعارضة اجتماعا موسعا في مدينة الرياض خلال الفترة من 22 إلى 24 نوفمبر الجاري. وفي روسيا دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان أمس إلى تكثيف الجهود لدفع العملية السياسية قدما في سوريا، وذلك في ختام لقاء بينهما استمر نحو أربع ساعات في مدينة سوتشي (جنوب غرب). وقال بوتين في تصريح في ختام لقائه باردوغان نحن متوافقان إزاء تكثيف الجهود لضمان استقرار طويل الأمد في سوريا يمهد قبل كل شيء لدفع عملية التسوية السياسية قدما في سوريا، في حين أشار اردوغان إلى أنهما اتفقنا على قاعدة لعملية السياسية.